فواصل

الأحلام والارادة منبع النجاح

قد تكون سمعت يوماً بالرئيس الأمريكي الأسبق/ جون إف كنيدي ، وإذا كنت كذلك فأنت حتماً بالتأكيد سمعت عبارته المشهورة التي قالها في بداية ستينيات القرن الماضي : “لدي حلماً بأن أضع رجلاً على القمر مع نهاية هذا العقد ” ، وبسرعة بدأت الوكالة الأمريكية للفضاء  ( ناسا ) في العمل على قدم وساق من أجل تنفيذ حلم الرئيس ، كيف لا وهو زعيم أقوى دولة على وجه الأرض.

 

وذات يوم خطرت لرئيس الوكالة أن يتخفى ويتجول بين الموظفين ليرى كيفية استعدادهم لتحقيق حلم الرئيس ، فوجد الجميع متفائلين نشطين يعملون بروح الفريق الواحد لإتمام المهمة ، وانتهى به المطاف ليرى عاملة نظافةٍ كانت وحدها تغني وهي تكنس الأرض جيئة وذهاباً ، فتعجب من أمرها وسألها :أريد أن أعرف بالتحديد ما هي وظيفتك؟ فأجابت بحماسة: أنا أساهم بوضع رجل على القمر!!!

لكل منا حلم يراوده بين الفينة والأخرى ،يداعب خياله أحياناً فجراً، أو يوقظه ليلاً ليصرخ فيه مذكراً إياه بالمجد!!! فمنا من يحلم بإمتلاك بيت في أرض الوطن وأخر يطمح بامتلاك سيارة حديثة ، وثالث يشتهي شهادة علمية ، وأخير يتمنى أن يصبح مدير الشركة .

والأحلام ما هي ألا  أهداف إن صح التعبير , نرسمها في عقولنا الباطنة  ونحاول تحقيقها على أرض الواقع . فان تحلم فهذه ظاهرة صحية، والمهم أن يكون حلمك واضحاً وضوح الشمس ، فالرؤية الواضحة هي سر النجاح حتماً وبالتأكيد.

كل العظماء والناجحين كانت لديهم رؤية واضحة عما يريدون ،كانت لديهم أهداف واضحة ومحددة ومدعمة بخطط عما سيصبحون عليه بعد خمس سنوات أو عشرة أو حتى عشرين سنة . وإليكم هذه القصة الجميلة :

في أحد الأيام كان هناك عامل شاب لا يتجاوز الخامسة عشر من عمره ، يعمل في شركة نفط في أحد المشاريع في الصحراء ، وفي ذلك اليوم اشتدت شمس الظهيرة على وجه العامل علي ابراهيم ، فلفحته لفحة قوية ومن شدة الظمأ بعد التعب اتجه علي إلى براميل ماء وضعت للمهندسين فقط ليشرب منها.

وما كاد يضع يدع ليشرب الماء حتى فاجأه صوت أجنبي من خلفه : ” هذه الماء للمهندسين فقط” . نظر إليه المهندس الأمريكي وجحره بعينه ، فارتد الشاب للخلف وانسحب و لسان حاله يقول (سوف ترى ).

عاد علي إلى مقاعد الدراسة و إستغل الفرصة لينال الشهادة الثانوية العامة، ثم تمر الأيام ويبتعث على حساب الشركة إلى الخارج ليحصل على شهادة الهندسة الجيولوجية.

ويعود علي إلى أرض الوطن ليتدرج في مناصب الشركة  حتى أصبح رئيساً للمهندسين ويوماً ما جاءه ذلك المهندس الأمريكي ليستأذنه في إجازة وفي نفس الوقت يريد أن يعتذر منه ، فقال له المهندس علي : لا تعتذر فلولا موقفك ذلك ما وصلت أنا إلى ما وصلت إليه الآن.  وشكراً لك.

علي إبراهيم لم يتوقف طموحه أبداً وتدرج في الشركة حتى أصبح رئيسها ، أنه المهندس/ علي إبراهيم النعيمي الذي أصبح رئيساً لشركة الزيت والنفط العربية (أرامكو السعودية) ثم لاحقاً وزيراً للنفط للمملكة العربية السعودية .

الخبير العالمي/ جاك كانفيلد لديه طريقة رائعة لتحقيق الاحلام ،يسميها لوحة الاحلام Dream Board وهي تتلخص ببساطة بإحضار لوحة كرتونية وتعليقها في غرفتك، أكتب حلمك أواحلامك على ورقة 5 × 7 ثم ضعها على اللوحة ،كل يوم طالع اللوحة وإحلم أنك حققت هذا الحلم و فكر بخطوات عملية لتحقيق حلمك، كل يوم سجل شيئاً وتقدم بإتجاه حلمك 10 سنتيمترا حتى تحققه بإذن الله.

عزيزي القارئ أرسم حلمك من الآن ، ضعه أمامك على المرآة أو على الكمبيوتر أو في السيارة، ولا تتركه حتى تحققه فكل العظماء من قبلك كانوا حالمين ، فقد رأى توماس أديسون المصباح في خياله قبل أن يخترعه، ورأى والت ديزني مدينته في أحلامه رغم أنه لم يعش ليراها على أرض الواقع ،وحلم بيل جيتس بأن يدخل الكمبيوتر في كل بيت وحقق حلمه واصبح مليارديراً.

صديقي العزيز …أرجوك إحلم كل يوم ولا تتوقف عن الأحلام أبداً…فأحلام اليوم أمل المستقبل.

مقالات ذات صلة

اضف رد