فواصل

كتاب Don’t Make Me Think لمطورى المواقع

إن كنت مطور مواقع أو مبرمج مواقع أو مصمماً أو تدير موقعاً أو لك أي علاقة بإنشاء وتطوير المواقع فعليك أن تقرأ هذا الكتاب، لا بل إن استطعت أن تشتري منه نسخاً وتوزعها على زملائك فافعل، حتى إن كنت مديراً لمؤسسة صغيرة أو متوسطة وليس لديك أدنى فكرة عن تطوير المواقع فاقرأ هذا الكتاب.

فهو كتاب صغير الحجم ويمكن قراءته في جلسة واحدة، لا يحوي الكتاب معجزة في صفحاته، لن تفتح الكتاب لترى النور يشع والأفكار تطير، ما يحويه الكتاب كثير من المنطقية والتفكير السليم وكلام بسيط يمكن لأي شخص أن يفهمه.

 

هذا الكتاب يصعب تلخيصه لأنه واضح وبسيط، وفي الحقيقة أجد أن تلخيصه لن يفيد الناس بقدر ما سيفيدهم شرائه وقرائته بالكامل، لذلك يمكنك ان تشترى هذا الكتاب للاستفادة المضاعفة.

عنوان الكتاب “لا تجعلني أفكر” هو القاعدة الأساسية لقابلية الاستخدام كما يقول المؤلف، كيف تطبق ذلك عملياً؟ إجعل جميع الصفحات واضحة بقدر الإمكان بحيث لا يحتاج الزائر لبذل أي جهد لفهمها وإن اضطررت لوضع شيء غامض بعض الشيء فاشرحه للزائر.

 

لماذا على مطوري ومالكي المواقع الاهتمام بقابلية الاستخدام؟ لأن المواقع استثمار للوقت والمال ومن الضروري أن تجد عائداً مقابل هذا الاستثمار، العائد قد يكون عدد زوار أكبر ومحتويات قابلة للوصول ويقرأها عدد كبير من الناس، أو قد يكون العائد مشتريات أكثر وزبائن مخلصين، أو توفير وقت للناس من خلال الموقع وذلك بتقديم خدمات حكومية إلكترونية تغنيهم عن الحاجة للذهاب إلى المؤسسة.

 

هذا هو أساس الكتاب، بعد ذلك يتحدث المؤلف عن طريقة استخدام الناس للمواقع، فهم لا يقرأون كل شيء ولا يختارون الأفضل بين الخيارات بل يمسحون الصفحات سريعاً بحثاً عن كلمات تتعلق باهتماماتهم أو تتعلق بشيء يريدون إنجازه، ومعظم الناس لا يقرأون تعليمات الاستخدام بل يحاولون معرفة طريقة عمل الأشياء بتجربتها، ماذا يعني ذلك:

 

  • احذف كل كلمة لا حاجة لها، احذف جمل الترحيب “مرحباً بكم إلى موقع … ” وغيرها من الجمل التقديمية وادخل مباشرة في ما يهم الزائر.
  • يجب أن تكون لكل صفحة أولويات فلا تجعل لكل شيء نفس الأهمية، الأهم يأخذ مساحة في أعلى الصفحة ويكون بحجم كبير، والأقل أهمية يأخذ مساحة على الجانب أو في أسفل الصفحة وله حجم أصغر.
  • لا تشتت انتباه الزائر إلى أشياء أقل أهمية أو غير مهمة.

 

بعد ذلك يتحدث المؤلف عن بديهيات في تصميم المواقع مثل ترتيب الأولويات وهو ما أشرت له في النقاط السابقة، لا تجعل لكل شيء نفس الأهمية، ليكن كل شيء واضحاً، خفف من مستوى التشويش والفوضى في كل صفحة.

 

بعد ذلك تأتي فصول أكثر عملية وتركيزاً على جوانب محددة من تطوير المواقع:

  • نظام تصفح الموقع (navigation system): هناك نصائح كثيرة في هذا الجانب وستجد عشرات المقالات في الشبكة تتحدث عن أنظمة التصفح، إن لم يجد الناس طريقهم في موقعك فلن يعودوا لاستخدامه، لذلك ليكن نظام التصفح بسيطاً بقدر الإمكان وواضحاً.
  • كل صفحة يجب أن تحوي شعار الموقع الذي إن ضغط عليه الزائر سيعود للصفحة الرئيسية.
  • إن كان الموقع كبيراً سيحتاج لنظام تصفح رئيسي وآخر فرعي، ليكن الفرق بينهما واضحاً.
  • استغل المساحة في أسفل الصفحات لوضع روابط لصفحات ليست ضرورية أو مهمة.
  • الصفحة الرئيسية والصفحات التي تحوي نماذج لا يجب أن تحوي نظام تصفح، فقط شعار الموقع، مثال: عندما تشتري شيئاُ من أمازون وتريد أن تبدأ عملية الدفع تنتقل لصفحات تخلو من أي روابط وأي شيء لا علاقة له بالدفع.
  • إذا وضعت محرك بحث ليكن النموذج الخاص به سهلاً، مساحة لوضع كلمات البحث وزر “إبحث” ولا داعي لإضافة مزيد من الخيارات.
  • من المفترض أن يقدم محرك البحث نتائج جيدة أو قريبة مما يريده الزائر وإن لم يجد شيئاً فعليه أن يقترح صفحات على الزائر.
  • الصفحات الرئيسية لها قسم خاص في الكتاب، وهي صفحات يجب عليها أن تؤدي مهمات مختلفة مثل توضيح هدف الموقع وتنظيم أقسامه وتوفير محرك بحث وتقديم عروض خاصة وتوفير اختصارات لصفحات في داخل الموقع وغير ذلك من المهمات.
  • لا تضع إعلانات كثيرة في الصفحة الرئيسية بل ضع مساحة لإعلان واحد واجعلها تعرض إعلاناً مختلفاً لكل زائر.
  • النقاش حول قابلية استخدام أي موقع في فريق العمل لن يكون مفيداً، عليك أن تختبر الموقع عملياً على أناس قد يستخدمون الموقع.
  • الاختبار بسيط، أحضر شخصاً لا لم يسبق له مشاهدة الموقع واطلب منه إنجاز بعض المهمات، إبحث عن كذا، إفعل كذا، أين يمكنك أن تجد كذا وكذا.
  • اختبر خمسة أشخاص لا أكثر، لاحظ كيف يستخدمون الموقع واكتب ملاحظات حول الأماكن التي واجهوا صعوبة فيها.
  • إذا استطعت أن تسجل جلسات الاختبار بالفيديو فافعل.
  • صحح المشاكل التي ظهرت في الاختبار ثم أعد الاختبار مع أشخاص آخرين.

 

 

مرة أخرى، الملخص لا يكفي، يمكنك قراءة مقالات عديدة حول الموضوع في مواقع مختلفة، لكن إن أردت الخلاصة المفيدة وأردت كلاماً سهلاً خالياً من التعقيد فاشتري الكتاب الآن، اشتري أكثر من نسخة وأهدها لآخرين، لا أظن أنني نصحت بفعل هذا لأي كتاب آخر، لكنني أفعل هذا لأن الكتاب يستحق فعلاً أن يقرأ ويطبق ويدرس ويلخص.

 

مقالات ذات صلة

اضف رد