فواصل

مشوار النجاح يبدأ بـ (حلم)

كان في السادسة من عمره حينما ترك بيته ليبحث عن عمل في نيويورك، حمل في يديه لفة صغيرة فيها كل متاعه، وفي بداية الطريق صادف شيخ وقور والذي قال للصبي بعد أن عرف غايته: “تمسك بحلمك.. عندئذ فقط ستحقق النجاح”.
التفت الصبي إلى الشيخ وقال له: “أنا لا أتقن عملا إلا صنع الصابون والشمع، حيث تعلمتها في بيت أسرتي”.
أجاب الشيخ: “سيكون في القريب شخص يمسك بزعامة صناعة الصابون في نيويورك، قد يكون هذا الشخص هو أنت وقد يكون غيرك، لكن أتمنى أن يكون هذا الشخص هو أنت فتمسك بحلمك، وأنا أؤكد أنك ستصبح هذا الشخص الناجح صاحب الثروة”.
هنا واصل الصبي طريقه إلى أن وصل لمدينة نيويورك، واستطاع أن يلتحق بعمل ثابت، ودائما كانت تتردد بداخله كلمات الشيخ، واتخذ خطوات ليتقدم في طريق حلمه ويحقق النجاح الذي يريده، وبعد عدة سنوات صار شريكا لصاحب العمل، وظل يطبق نصيحة الشيخ حتى اتسع عمله وازدادت ثروته وأصبح اسمه معروفا في كل بلاد العالم ..فهو “صومائيل كولجيت”، نقرأ اسمه على الصابون والعطور، فرغم صغر سنه تغربَ وغامر وكافح ليحقق حلمه بدلا من أن يظل جالسا نادبا حظه، فقد أدرك مبكرا أن حلمه هو سر قوته وعليه أن يتمسك به للنهاية.
والآن.. ماذا عنك.. هل لديك حلم وهل تحاول أن تتمسك به؟.. لو كنت كذلك فثق أنك ممن يصنعون أو سيصنعون الحياة، وإن كنت لا تزال في بداية الطريق..
إليك خطوات عملية تستطيع أن تأخذك إلى النجاح الذي تريده..
احلم أحلاما عظيمة:
(كل ما تستطيع أن تحلم به تستطيع تحقيقه)، كما قال “والت ديزني”، فلا يوجد شيء واحد أنت عاجز عن الحصول عليه مادمت مقتنعا بإمكانية الحصول عليه، لذا حدد ما تريد بالضبط وما هو مفهوم النجاح بالنسبة لك، فكما قيل على لسان بطل مسرحية “ساحر الصحراء” للكاتب “باولو كويليو”: “عندما تريد شيئا بإخلاص فإن العالم كله يتآمر من آجل أن تحصل عليه”.
أكتب سيناريو لأحلامك:
ضع تصورا للخطوات القريبة والبعيدة التي ستصل بها لحلمك، وأبدأ والنهاية في ذهنك، فعندما يكون لديك رؤية واضحة ستتقدم حتى في أصعب الظروف، لأن لديك خطوات واضحة للوصول لأحلامك.
ألقي بأعذارك في سلة المهملات:
حدد أعذارك التي تعوقك دائما من الوصول لحلمك، وألقي بها بعيدا عن حياتك، وواجه قناعاتك الداخلية التي تفرض عليك حدودا وقيودا، وضع يدك على الأفكار السلبية التي تعوقك عن التقدم للأمام، وتعامل معها على أنها أكاذيب وتحمل مسؤولية أحلامك.
كن واثقا من نفسك ومن قدرتك على تحقيق حلمك:
تقطع نصف المسافة في طريق حلمك عندما تثق بنفسك وبقدراتك وتقتنع أنك قادرا على النجاح، ولا تسمح للخوف أن يجعلك أن تحجم عن المحاولة، وتوقع الأفضل في كل موقف من مواقف حياتك وتصرف كما لو أن من المستحيل أن تفشل.
اصنع من العقبات سلما للنجاح:
يقول رجل الصناعة الأمريكي “هنري فورد”: “عندما يبدوا أن كل شيء يعاندك ويعمل ضدك تذكر أن الطائرة تقلع عكس اتجاه الريح لا معه”، لذا فعندما تخفق في أي خطوة للوصول لحلمك فهي فرصة جديدة لتبدأ من جديد فقط باستعداد وتخطيط أكبر.
سر الخطوات الصغيرة:
يقول مثل قديم “أن النجاح هو محصلة اجتهادات صغيرة تتكرر يوما بعد يوم”، لذا عليك أن تستخدم يوميا مفهوم الـ 10 بوصات، وتخيل أن كل خطوة تجتازها تقربك مسافة 10 بوصات من حلمك، وستتقدم تدريجيا وبنجاح في طريقك، وهذا من شأنه أن يقوي إرادتك، ومتى ظهرت لك فكرة جديدة تبدوا أنها ستقربك من حلمك تحرك فورا في اتجاهها.
اعشق حلمك:
ليس كافيا أن يكون لديك حلم وتريد تحقيقه، لكن لابد وأن تكون ترغبه وبشدة، يقول “نابليون هيل”: “عندما تكون رغباتك قوية بما يكفي، ستشعر وكأنك تملك قدرات وقوى خارقه لتحقيق ما تريد”، لذا قرر أن تصبح بحلمك من المتميزين في مجالك وبرمج عقلك على النجاح فيه.
إصرارك خط دفاعك:
هناك ميزة رائعة في الإصرار أنه يهزم جميع المعارضين ويمنح الثقة ويمحق العقبات، لأن الجميع يثقون في الإنسان الذي يتمتع بالإصرار، لأنهم يعرفون أن مثله عندما يتولى أمرا فإن المعركة تكون شبه محسومة لصالحه، لأنه ينجز أي شيء يعزم على انجازه.
تعلم من الشخصيات الناجحة:
السمة المشتركة بين جميع الناجحين أن لديهم حلم متمسكون به ويسعون لتحقيقه متحديين ظروفهم الصعبة وإخفاقاتهم المتعددة، لذا اقرأ دائما عن الشخصيات الناجحة وتعرف على الخطوات الفعالة التي اتخذوها في سبيل الوصول لتحقيق أحلامهم.
أكتب شهادة ميلاد حلمك:
قرر أنك لن تتنازل عن حلمك أبدا، ولتعلم أن العالم يحكم عليك من خلال ما أنجزته وليس من خلال ما بدأت عمله ولم تنجزه، لذا فأنت المسؤول عن كتابة شهادة ميلاد حلمك، يقول “والت ديزني”: “كثيرا ما يسألني الناس إذا كنت أعرف سر النجاح وإذا كنت أستطيع أن أخبر الآخرين كيف يجعلون أحلامهم تتحقق.. إجابتي هي تستطيعون تحقيق ذلك بالعمل”، تمسك بحلمك حتى النهاية فهو ملكك وهو سر قوتك.

مقالات ذات صلة

اضف رد