الغضب
ذمة ومدحه وأسبابه وعلاجه وخطورته
الغضب وغيرها من الصفات مخلوقة مع الإنسان لا تفارقه، ومن ثم أُطِلقَ على الصفة اشتقاق أصغر بالتدریبات الریاضية عضلات مفتولة مخلوقة، فكذلك یستطيع الإنسان أن یكتسب بالتخلق والتكلف أخلاقاً حتى تصير له سجية ومَلَكَة.
وفى الحدیث الصحيح قَالَ أَشَجُّ بْنُ عَصَرٍ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ فِيكَ خُلَّتَيْنِ یُحِبُّهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قُلْتُ مَا هُمَا قَالَ الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ قُلْتُ أَقَدِیمًا آَانَ فِيَّ أَمْ حَدِیثًا قَالَ بَلْ قَدِیمًا قُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلَّتَيْنِ یُحِبُّهُمَا{. أخرجه أحمد وأبو داود وهو حدیث صحيح مروى في مسلم فدل ذلك على أن من الخلق. آما} وَمَنْ یَسْتَعْفِفْ یُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ یَسْتَغْنِ یُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ یَتَصَبَّرْ یُصَبِّرْهُ اللَّهُ }
فمثلاً من لم یرزق خلق الصبر المحمود (بلا قسوة قلب ولا هلع) فإنه عليه أن یدرب نفسه على(وما صبرك إلا بالله) لأنه بغير الاستعانة بالله لن یستطيع شيئا (لأن الله تعالى إن لم یيسره لم یتيسر)ومتوسلا بالعمل الصالح عموماً وبالصبر والصلاة خصوصاً، فليحاول بلا ملل أن یكون صابراً.
فإن أخفق مرة فليحاول مرة ومرة بلا یأس وليجاهد نفسه على ذلك مستعيناً بطلب العلم عن عاقبة الصبر في الدنيا والآخرة ومغبة صدره، وعن السيرة النبویة والصحابة في ذلك، فهذا هو التصبر الذي یرزق به الصبر (ومن یتصبر یصبره الله).
لتحميل كتاب الغضب للشيخ فوزي السعيد