1- كتاب نقطة . انتهى التحقيق
للأديب/ سليم عبد القادر , يحتوي على بعض القصص والأحداث الواقعية التي حصلت في السجون السورية , كما أنه يركز على مدى الظلم والقهر والتعذيب الذي تحمله الإخوان المسلمين والشيوعيين والمعارضين في سوريا.
يسرد هذه الأحداث بأسلوب شيق , كتبه الأديب في السجن , فلقد عاش هذه الأحداث بنفسه , القصص رغم كل هذا الألم فهي لا تخلو من الفكاهة , يصف الكاتب السجانين والجلادين كيف أنهم كانوا غلاظ شداد ظلمة , لكنك أيضاً قد تجد بعض السجانين الذين حنت والفت قلوبهم في بعض الأوقات.
في بعض الأحيان أجد الكاتب يفصل كثيراً في بعض الأحداث ويذكر أدق التفاصيل , رغم أنه لم يراها بعينه المجردة بل نقلت له بالتواتر داخل سجنه من الزنازين المجاورة و السجون القريبة .
اقتباسات ملفتة
ص84 , ص85
-سيدي , أنا صاحب ناد رياضي , والنادي مفتوح للجميع .
-ومنهم أفراد العصابة !
-كيف لي أن أعرف بأنهم من أفراد العصابة؟ هل كان من الممكن أن يخبروني هم بذلك ?.
-هل أصبحت أنت المحقق ؟
-أعوذ بالله يا سيدي , لكنني أحاول ..
-فقاطعه أليف قائلاً : هذه مشكلتك , كان عليك أن تكون أكثر وعياً .
-أعدك بذلك .
-طظ فيك وفي وعدك.
-أمرك يا سيدي.
- خذوه .
-وسألت المحقق أبا مغير عن حقيقة الأمر منتهزاً فرصة صفائه فقال : لقد صرح هذا المحترم بأن هؤلاء المجرمين تدربوا عنده .
- قلت : وهو لا ينكر ذلك .
- ابتسم أبو مغير بخبث وقال : لقد ذكر ذلك في معرض الفخر .
2- رواية الأرملة , للكاتب / أحمد كايد
رواية جميلة تطرح مشكلة إجتماعية مهمة , وهي التمييز بين الأرمل والأرملة , وكيف أنه على الأرمل أن يتزوج بسرعة بعد موت زوجته , وفي المقابل على الأرملة أن لا تتزوج بعد زوجها , وأن تظل وفية لذكراه طوال السنين , أعجبني أسلوب الكاتب كثيراً , فهو رجل لكنه يعيش أزمة الأرملة في الرواية مثلما تعيشها المرأة بالضبط , أكثر ما يشد القارئ في الكتاب هو روعة وجمال التشبيهات والصور البديعية التي ينسجها الكاتب في مخيلته .
اقتباس
ص54 , ص55
حتى راح يشكو ظلمه مع زوجته الغبية , التي القت بها جهالة والديه عروساً صغيرة بين أحضانه وهو لا يعي من أصول الزواج غير تعاليم المراهقة , وقد أنجبت له ابنة عمه على عجل خمسة بطون , بنتان وثلاثة صبية.
حتى غدت تلك المخلوقة مسماراً ثخيناً في العنترة , وظلت حياته تراوح مكانها , جهالة تورث جهالة , فلم أستغرب حينها , حديثه الكثير عن تخلف الأمة , لأنه لا يشكو النار إلا من كابد سعيرها , فتبدلت عليه الحملة في قلبي إلى رثاء وشفقة .
وهكذا هم الناس , يخلبك بريقهم عندما يقع بصرك عليهم أول مرة , وحين تخبرهم الأحداث يظل القليل منهم لامعاً في لون الذهب , ويبدو الآخرون في خواء القصب الذي ينخره السوس .