الاختبار ببساطة هو
حاول أن توجّه تركيزك اليوم على التفكير فيما يشغل بالك.
على سبيل المثال، ربما ستجد أن معظم تفكيرك ينصرف لاسترجاع أحداث ماضية سعيدة كانت أوحزينة، وربما تجد أن وقتك ينصرف على أحلام يقظة ترى نفسك فيها جالساً في مكتبك الفخم تزاول مهام وظيفتك المرموقة.
أو تتنقل في زوايا منزل الأحلام، أو تستمتع بزيارة بلد لطالما تمنيت زيارته، و غيرهاً من طموحات المستقبل وأحلامه بشتى أنواعها.
الآن.. كل ما عليك هو أن تدون هذه الأفكار، لتكتشف [ في أي زمن تعيش ] ، ومالذي يشغل تفكيرك، ويوجه سيرك في حياتك اليومية. حينها تأمل في النتائج، وفيما إن كنت تقضي وقتك في المكان الصحيح أو الزمن المناسب، وهل الحياة في الزمن الذي تعيشه ذهنياً لها دور إيجابي حقيقي في تحقيق أهدافك؟
والأهم من ذلك كله، هل لو جاء الغد، لتمنيت أن تكون عشت يومك السابق بشكل أفضل أو في زمن أفضل؟
بعد هذا الاختبار ستجد أنك حددت الحقبة الزمنية التي تعيشها في معظم يومك، وبالتالي في حياتك كلها، هل هي الماضي؟ أم المستقبل؟ أم الحاضر؟
هل هو الأمس؟ أم الغد؟ أم اليوم؟
المثير للتساؤل في هذا الاختبار أن النتائج كثيراً ما تتمركز في الماضي أو المستقبل؟ في حين أن الإنسان يمكنه السيطرة بشكل كبير على يومه الحالي فحسب! والذي بدوره يصنع المستقبل، وكذلك الماضي!
لابد من الانتقال للماضي من حين لآخر بغرض جني الخبرات والاستفادة منها في صنع المستقبل الذي يطمح الإنسان للوصول إليه. لكن هذا لايعني بشكل من الأشكال قضاء حياتنا في جزيرة الأحلام أو الذكريات، إذ لابد من التركيز على صنع القارب والتعامل بحكمة مع الأحداث اليومية التي نمر بها في رحلة وصولنا لتلك الجزيرة التي سنرى فيها أحلامنا واقعاً نسعد بالحياة فيه.
لا أخفيكم أنني اختبرت نفسي، وصُدمت من النتيجة! إذ شعرتُ بحجم الخسائر الفادحة التي تكبدتها نتيجة عدم التركيز على يومي الحالي أكثر من غيره، وكيف أنني لو كنت وضعت إشارة تضمن سير أفكار الماضي والمستقبل، بما لا يعرقل حركة الحياة اليومية، لكنت حققت مستويات أفضل من الرضى والنظام في حياتي!
سأتوقف عن قول ” لو “، وأبدأ بالتركيز على يومي، وسأكون بإذن الله أكثر صرامة مع ذهني لأمنع رحلاته عبر الأزمان! وذلك من خلال وضع خطة للأعمال اليومية، والتركيز على إنجازها قبل منح الموافقة لأي رحلات غير مخطط لها!
فقط لنتذكر الطالب في ليلة الاختبار، وكيف أنه يتمنى لو أنه استغل مزيد من الوقت في الدراسة. لماذا ينتظر هذا الطالب اليوم التالي ليشعر بالندم؟ ولماذا يبقى هذا الندم مصاحباً له في كل اختبار يمر به؟ لماذا لم يدرك أنه سيشعر بالندم على هذه اللحظة التي يقضيها في اللعب؟ لماذا لا يتعلم من تجاربه؟
حال الطالب مع اختباراته مجرد مثال، مثال يتكرر مع الموظف وموعد تسليم التقارير، المدير وموعد إنهاء المشروع، وعلى ذلك فقِس..
[ لا يُلدغ مؤمن من جحر مرتين ] حكمة لابد أن نأخذها بجدية أكثر، لنحذر من الوقوع في فخ الأحلام والذكريات والتي نهدر فيها الكثير من طاقاتنا وأوقاتنا.لماذا نرضى بالخسارة أو شئ منها، في حين أنه بإمكاننا تحقيق أرباح أكبر! أرباح تتمثل في الرضى والراحة والدقة في الإنجاز!
سأتوقف عند هذا الحد، فمزيد من التأمل في مفهوم [ التركيز على اليوم ] هو ما سيشكل الفارق لدينا! ليكون له بإذن الله الأثر الكبير في تغيير حياتنا للأفضل..