“أنت تفكر اذن أنت تعيش” الحياة ليست أن تأكل وتشرب وتتنفس فقط ولكن الحياة أن تفكر وتعمل وتتدبر وتُعمر الأرض بأعمالك نتيجة أفكارك. الايمان ليس أن تصلى وتتعبد فى المسجد أو بالكنيسة، لكن الإيمان أن تتدبر خلق الله وعظمة صنعه بهذا الكون..
يقول الخالق عزوجل “انما يخشى الله من عباده العلماء” صدق الله العظيم، وذلك لأنهم مع كل اكتشاف جديد يدركون مدى ضعفهم أمام قدرة الخالق العظيمة.
بكل بساطة بلا التفكير لن نكون شيئا فكما تعلم هو الأساس في تكوين شخصياتنا وآرائنا, ولكن هناك أمور لا يجب أن نسمح لأنفسنا بالتفكير فيها على الإطلاق, ورغبتنا في التفكير فيها قد تكون تحت ظروف تنتج من التعب والإرهاق وهوى النفس.
وقد يؤدي هذا التفكير لأفعال سنندم عليها بالتأكيد!
ولتجنب هذا النوع من الندم; عليك ألا تفكر على الإطلاق عندما تتعرض لأي من هذه الأوضاع:
النوم أو السهر ليلة العمل
قد تشعر بالإغراء للسهر عندما ترى الجميع سعيد ويمزح في ليلة من السمر والاجتماع العائلي, أو أنك فقط تريد مشاهدة برنامج أعجبك.
في هذا اللحظة تماماً أوقف عقلك عن التفكير في الجلوس لبضع دقائق, فالساعات تتكون من الدقائق وكل دقيقة تجر الأخرى, كل ما عليك فعله هو التوجه إلى سريرك متناسياً كل شيء, فالنوم أفضل خيار يجعلك راضياً وسعيداً خلال يومك.
تأجيل الصلاة لدقائق لإكمال شغلك
عندما تكون منهمك في أداء عمل ما ويحين موعد الصلاة, وتخبرك نفسك انه بإمكانك إنهاء العمل وثم التوجه إلى المسجد أو الصلاة, حينها امنع نفسك تماما من التفكير في قضاء دقائق لإتمام عملك, فقط اترك كل شيء وقم من مكانك وتوجه للصلاة, وهذا قرار لن تندم عليه أبداً.
القرار المصيري الصباحي”هل أستيقظ وأغادر للعمل أو اكمل نومي مرتاحا…؟
التفكير في هذا الأمر مضيعة للجهد والوقت فعندما يحين وقت عملك استيقظ متجاهلاً التعب والنوم الذي تخبرك نفسك بأنك في حاجة ماسة إليه. فعندما تستيقظ وتتوضأ للصلاة, ستنسى تماماً مشاعر النوم.
تلك الأشياء أمور حياتية نحاول جاهدين التغلب على سلبيتنا فى القيام بها، لكن الأصعب هو التفكير فى أمور لن يستطيع عقلنا مجاراتها وندرك تماماً أننا لن نصل بها لنهاية..الا وهى الغيبيات..فلنرى كيف نصحنا نبينا عند تفكيرنا بهذه الوساوس؟؟
عن عروة بن الزبير ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولون : هذا الله خلق كل شيء ، فمن خلق الله ؟ قال : فإذا وجد أحدكم ذلك ، فليقل : آمنا بالله.رواه مسلم ..
العلاج . هو قول النبي صلى الله عليه وسلم فإذا وجد أحدكم ذلك ، فليقل : آمنا بالله.
قال النووي رحمه الله : فمعناه: إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره عنه وليعرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته، وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها، والله أعلم .
وقال الحافظ رحمه اله : ((فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته))
أي: عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها.
قال الشيخ المنجد حفظه الله :
العلاج أن ينتهي عن الانسياق وراء الخطرات وتلبيس الشيطان. وأن يقول ” آمنتُ بالله ورسله ”. وأن يستعيذ بالله من الشيطان .
أما عن وجود الله أولاً ، فعندنا في ذلك أخبار من نبينا صلى الله عليه وسلم ، ومنها :
قوله صلى الله عليه وسلم : ” اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ” . رواه مسلم ( 2713 ) .
قوله صلى الله عليه وسلم : ” كان الله ولم يكن شيء غيره ” ، وفي رواية ” ولم يكن شيء قبله ” . رواهما البخاري ، الأولى ( 3020 ) ، والثانية ( 6982 ).
بالإضافة لما في الكتاب العزيز من الآيات ، فالمؤمن يُؤمن ولا يشكّ والكافر يجحد والمنافق يشكّ ويرتاب ، نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقا ويقينا لاشكّ فيه والله الموفق .