ما هي علاقة الثروة بالسعادة؟
والسؤال الأهم هو:
كم من الوقت ينبغي أن نكرس لكسب المال إذا كان ما نبتغيه هو الانتعاش أولاً والسعادة ثانيًا؟
لقد كتب الكثير حول المال والسعادة، وهناك مقارنات بين السعادة والانتعاش والرفاهية في دول العالم المختلفة، وهناك تحليلات عميقة في واقع كل دولة على حدة، وبين شريحتي الأغنياء والفقراء فيها. وهناك إجماع على نقطتين:
-1 كلما زادت أموالنا، زادت نسبة رضانا عن حياتنا.
-2 لكنَّ المبالغة في طلب المال بسرعة وبدون إدارة فعالة للذات والعلاقات من شأنه أن يُفقد المال قيمته، ويجعلنا نشعر بالضغوط وفقدان القيمة والمعنى والسيطرة على الحياة، مما ينعكس سلبًا على رضانا وسعادتنا.
يتضح هذا أكثر عند النظر إلى مستويات دخول الأفراد في مجتمع ما. عندما تكون الدخول منخفضة جدًا، ودون المتوسط، تكون العلاقة طردية بين زيادة الدخل وبين ارتفاع نسبة الرضا والسعادة. ولكن بعد تحقيق ما فوق الحد الأدنى، أو مستوى أعلى من شبكة الأمان، فيجب أن نكسب المزيد ثم المزيد من الأموال لزيادة مستوى السعادة. وهذه هي ”مفارقة إسترلين“ الشهيرة في إدارة الثروة المفرطة، والتي تحداها بعض الخبراء مؤخرًا. فقد رأى الدكتور ”إسترلين“ في دراسته حول اقتصاديات السعادة أنه بعد تحقيق الاحتياجات الأساسية يصبح تأثير تراكم الثروة أقل مما نظن. بينما يرى معارضوه أن تحقيق المزيد من المال يجعلنا أكثر سعادة، وأنه ليست هناك نقطة يصل فيها الإنسان حد الإشباع. فإن صح هذا، فإنه سينعكس على كل مناحي حياتنا. لكن ”إسترلين“ يرى أن عدم وجود حد ”كفاية“ أو نقطة إشباع، فهذا ما يجعل الزيادة المفرطة في الثروة أقل تأثيرًا على سعادتنا مما نظن ومما نريد.