وأما الفصل الثاني من كتاب التسويق اللاصق والذي عنونه مؤلفه باسم: استعمل التقنية لصالحك، فيؤكد على أهمية انترنت في حياتنا اليوم، ويتطرق المؤلف للحديث عن استعمال صفحات خاصة لتكون مدرج الهبوط للإعلانات عن موقعك، سواء المدفوعة أو تلك التي وضعها شركاؤك في مجال العمل.
وفائدة هذه الصفحات أنها تعطيك أرقاما فعلية للمصادر التي ترسل زوارا لموقعك، وبالتالي تعرف أيهما أكثر فائدة، أن تضع إعلانا لدى موقع جوجل، أو تضع إعلانا في مدونة فواصل ، على سبيل المثال.
ثم يتطرق المؤلف إلى فكرة المجيب الآلي، أي تضع صفحة مخصصة في موقعك للاتصال بك، وما أن يملأ أحدهم خاناتها ويضغط زر الإرسال، حتى ترسل له رسالة آلية تشكره على الاتصال بك، وتبذل الوعد بأن ترد عليه سريعا.
ما أظنه يحدث في العالم العربي هو الوقوف في نصف الطريق، بمعنى، برعت الشركات والبنوك العربية في تصميم نموذج اتصال جميل، وكتبت رسائل شكر منمقة، لكنها وقفت هناك، فلا تفعل الجزء الأهم من هذا كله، ألا وهو الرد على صاحب الرسالة.
نعم، ستجد رسائل دعائية سخامية لا تستحق الرد، لكن إما أن تضع نموذجا للاتصال بك، أو لا تفعل، فأنا مثلا بحثت عن وسائل الاتصال بالبنوك والمصارف في السعودية، وأرسلت لجميع من لديهم منها مواقع على انترنت، على العناوين البريدية المنشورة، فارتدت بعض رسائلي لأن بعض هذه العناوين البريدية لم يعد قيد التفعيل، بينما قارب الشهر على المرور ولم يصلني رد.
لعل أسهل شيء في هذه الحالة هو القول بأن ما تقوله كتب التسويق الأمريكية ينفع في السوق الأمريكية، وأما نحن في الدول العربية، فلا غبار علينا!!
ثم ينتقل المؤلف إلى فكرة النشرات الدورية (Newsletter)، حيث تطلب العناوين البريدية من زوار موقعك، مقابل إرسال معلومات دورية (أسبوعية / شهرية / فصلية) لهم.
في هذه الرسائل، ستحرص على جمع معلومات مفيدة – مفيدة من وجهة نظر القارئ في المقام الأول – وتعرضها بطريقة شيقة وجميلة، ويمكنك في النهاية أن تتحدث عن منتج لك، وتعرض كيف ساعد عملائك على حل مشاكلهم، وربما حكيت قصة مشكلة عميل، وكيف ساعدته على حلها.
ثم يأتي الدور للحديث عن أهمية تنسيق الموقع بشكل ودود مع مواقع البحث على انترنت، ونكرر ما سبق وذكره المؤلف، أن مواقع البحث يجب أن تكون نصب عينيك قبل أن تبدأ في تصميم موقع انترنت.
فلا فائدة ترتجى من موقع لا يستطيع الزوار العثور عليه ضمن نتائج بحثهم. بعدها يتغزل المؤلف في محاسن المدونات والتدوين، يتبعها بنصائح ستة للتدوين من أجل الربح والتسويق، لا من أجل الهواية، والنصائح هي:
- التزم بما هو مهم من وجهة نظر فئة نيش التي تستهدفها: نعم، لا بأس بمقالة أو اثنتين، بين الفينة والأخرى، تتحدث فيها عن بعض خواطرك، لكن التزم بالهدف الذي وضعته لمدونتك. قد لا تعرف هدفك في البداية، وهذا أمر عادي، لكن مع الكتابة، ستجد تجاوبا كبيرا مع موضوع ما، ما أن تعرفه، التزم بالكتابة عنه.
- اجعل لمدونتك اسما يسهل تذكره والوصول إليه.
- التزم بالكتابة بمعدل متقارب. إذا باعدت بين كتاباتك، باعد الزوار بين زياراتهم بمعدل أطول!
- شارك في مجتمع المدونات، اقرأ ما خطه زملاء التدوين، واكتب عنه في مدونتك، وشارك في التعليقات (لكن بدون أن يكون هدفك الأول وضع رابط لمدونتك، فهنا لن تكسب سوى عداء صاحب المدونة)
- رد على تعليقات المعلقين في مدونتك، وهو أمر ليس بالسهل، لكن متى كانت الحياة سهلة؟
- تحدث عن شيء مثير للجدل، واطلب من زوارك أن يدلوا بدلوهم. (مثير للجدل لا للمشاكل!)
موقعان على انترنت خير من واحد
وهنا حيث يعرض المؤلف فكرة جديدة علينا وجميلة، ألا وهي عدم الاقتصار على موقع واحد، بمعنى، هب أنك – مثل قطاع عريض من شبابنا العربي، اخترت العمل في مجال استضافة مواقع انترنت، وقدمت عروضا مغرية تكاد تتضمن تنظيف ملابس العميل وشراء وجبة دسمة له في مطعم نجومه كثيرة– والحال كذلك.
ينصحك المؤلف بأن تطلق موقعا ثانيا، يتكلم عن تقنيات الاستضافة والفروق بينها، ونظريات تصميم المواقع وأشهر أدواتها، وبرمجيات المدونات والمنتديات والمتاجر الإلكترونية ومشاكلها، وكل ما يهم من يريد تصميم موقع واستضافته، أي كل ما قد يهم عميلك.
ضمن سياق هذا الموقع، ستتحدث عن أفضل الحلول، ومن ضمنها تضع روابط تشير إلى موقعك الأول، الذي يقدم هذه الحلول. يرى المؤلف أن الناس لا تتصفح انترنت بحثا عن شركات، بل يبحثون عمن يقدم لهم حلولا لمشاكلهم، ومعلومات وإجابات، لأسئلة من الحياة، ومما يواجهه الناس في حياتهم اليومية.
مصدر المقال مدونة شبايك