اتقان الانجليزية
اتقان اللغة الإنجليزية سهل للغاية، فقط اقرأ الإنجليزية واستمع لها وستتعلمها!
أول رد فعل أحصل عليه عندما أقول ذلك هو ماذا أقرأ وإلى ماذا أستمع؟ وبرأيي أفضل شيء يمكنك قرائته أو الاستماع إليه هو الأمور نفسها التي تريد تعلم اللغة الإنجليزية من أجلها.
إذا كنت تريد تعلم اللغة الإنجليزية لتتمكن من قراءة الكتب الدراسية في الجامعة، فكل ما عليك القيام به هو أن تفتح الكتب الدراسية وتبدأ بقرائتها!
المشكلة في هذه الطريقة هي أنه قد يكون الدافع لقراءة هذه الكتب ضعيفا جدا، لأنك ستحس مثلا بأن بها عبئا إضافية، وستحتاج لقراءة الكتاب عشر مرات، أول خمس مرات لتعلم اللغة.
ثم خمس مرات أخرى لتعلم المعلومات نفسها التي في الكتاب المقرر، ولحل هذه المشكلة يمكنك أن تبحث عن أي كتاب مقارب في المستوى في أي موضوع آخر تكون أنت متحفز لتعلمه وتستخدمه كوسيلة لتعلم الإنجليزية بدلا من كتبك الدراسية.
أنا مثلا كنت متحفزا جدا لتعلم البرمجة، وبعد أن قرأت كل الكتب العربية التي وقعت عليها يداي، كنت لا زلت متعطشا للمزيد، فاضطررت أخيرا أن أشتري كتابا انجليزيا عن الموضوع كلفني ثمانية أضعاف الكتب العربية، وقد كان كبيرا نسبيا، من حوالي 800 صفحة.
لكنني قمت بقراءته على الأقل أربع مرات، وفي كل مرة كان فهمي للمعلومات التي بالكتاب يختلف اختلافا كبيرا عن المرة التي قبلها، والسبب الذي دفعني للقيام بذلك هو أنه كان لدي حافز كبير لتعلم البرمجة.
الأمر الرائع هو أنه لن يخطر على بالك أي موضوع أو هواية إلا ووجدت حولها كتبا إنجليزية، والأمر الرائع الآخر هو أنك تستطيع طلب أيا من هذه الكتب في نفس اليوم الذي تصدر به عبر الانترنت من موقع Amazon وستصل إلى باب منزلك، بمجرد أن تتقن اللغة وتعتاد على طلب الكتب من الإنترنت، ستنفتح أمامك آفاق واسعة للتعلم لا يمكنك أن تتخيلها وقد تدمن على القراءة والتعلم من الكتب.
الفكرة السائدة
هي أن عليك أن تبدأ من الكتب البسيطة مثل قصص الأطفال المصورة أو الروايات أو المجلات، لكنني هذا الأمر غير مهم أبدا، مستوى اللغة ليس هو المهم، المهم هو وجود الدافع من قراءة الكتاب.
قصص الأطفال الانجليزية عادة ما تكون مكلفة، مليئة بالصور، قليلة الكلام، وإذا كان بها كلام فإنه يكون ركيكا جدا، بالإضافة إلى أنه لن يكون لديك أي دافع لقرائتها، فلماذا تصرف وقتك وجهدك عليها؟ ابدأ مباشرة بالكتب.
الأمر الآخر
الذي يقوم به الكثير ممن يعتزمون تعلم اللغة أن يكون معهم دائما قاموس عربي انجليزي ورقي أو إلكتروني، وأنا شخصيا أكره هذه الفكرة، لأن بها الكثير من تضييع الوقت، بالإضافة إلى أن التوقف عند كل كلمة وترجمتها أمر ممل جدا، وسيجعلك تلقي بالكتب وتقرر أنك لا تريد أن تتعلم اللغة أبدا، أو على الأقل هذا ما كنت أنا أقوم به.
إذا واجهت كلمة لا تعرفها، فقط تجاهلها واستمر في القراءة، في أغلب الأحيان ستفهم معنى الكلمة من سياق الكلام، أو أنك ستفهم الكلام كله دون الحاجة لتعلم معنى هذه الكلمة.
إذا كانت كلمة غير مهمة فإنك لن تستفيد من البحث عنها في القاموس، أما إذا كانت كلمة مهمة فإنها ستتكرر عليك أكثر من مرة، وستتمكن أولا وآخرا من معرفة معناها من سياق الكلام.
إذا وصلت إلى نهاية مسدودة، بحيث أنك واجهت كلمة ما عدة مرات، أو أصبح لديك فضول كبير لمعرفة معنى هذه الكلمة، فأنصحك وقتها بأن تبحث عن معناها في القواميس الإنجليزية.
لأنها عادة ما تكون أفضل في شرح المعاني المختلفة للكلمة، كما أنه يعتبر تدريبا إضافيا في اللغة الإنجليزية، وسيساعدك على تكوين حس لبلاغة اللغة الإنجليزية، وإذا كان الانترنت متوفرا لديك فلن تحتاج لشراء قاموس لمعرفة معنى الكلمة، فقط ابحث عن الكلمة في موقع Dictionary الشهير.
بالنسبة للاستماع، فهنا أيضا الممارسة هي الحل، الطريقة التي تعلمت بها شخصيا هي الاستماع لإذاعة صوت أمريكا، وهي تبث على موجات FM في الكويت وفي الغالب أنها تبث في كافة الدول العربية، وقد كانت ممتازة لتعلم الاستماع لما بها من تنوع ولأنها كانت موجهة للمتحدثين باللغة أنفسهم.
لكن يبدو بأن ذلك تغير للأسف قبل بضعة سنوات، حيث أصبح هنالك نسخة خاصة لمن لا يستخدمون اللغة الإنجليزية كلغة أولى، فسهلوا الكلمات واللهجة كثيرا، وحتى المحتوى أصبح مملا، وبالتالي أصبح الفائدة منها أقل بكثير.
حاول أن تبحث عن قنوات بديلة للاستماع لها، وأهم شيء فيما تريد الاستماع له هو أنك عندما تستمع للقناة لأول مرة فإنه فهمك للقناة يجب أن يكون حوالي 10% فقط أو أقل، أو بعبارة أخرى، ستستمع لها كما لو كنت تستمع للغة سكان المريخ، إذا كنت قادرا على فهم غالبية ما يقال في القناة فإنك لن تستفيد منها شيئا.
يجب أن تمارس الأمر الصعب إلى أن يصبح سهلا، هذه هي الفكرة الأساسية من التعلم بالممارسة في أي شيء، لهذا السبب فإن الفقرة الخاصة في قناة BBC العربية لتعليم الإنجليزية تضحكني كثيرا، لأنك لو استمعت لقناة انجليزية حقيقية لمدة أسبوع فإنك ستتعلم ما لن يمكنك أن تتعلمه من فقرة BBC لتعليم الإنجليزية في مئة عام.
إذا كان لديك اشتراك سريع بالإنترنت فيمكنك أن تقوم بالبحث عن بث إذاعي بالانترنت أو تشترك باحدى الـ podcasts التي تعجبك، فقد انتشرت كثيرا خلال السنوات الماضية القليلة وأصبح هنالك podcasts في الكثير من المجالات.
الأمر الآخر الذي يمكنك القيام به وقد يكون ممتعا ومفيدا لتعلم اللغة في نفس الوقت هو مشاهدة الأفلام والمسلسلات الإنجليزية من دون ترجمة، الكثير من أقراص الـ DVD المترجمة الآن بها خيار لاخفاء الترجمة، إذا لم تفهم شيئا من الفلم فشاهدة مرة ثانية وثالثة ورابعة، أو شاهد أفلاما أخرى، أو حلقات أخرى من المسلسل.
تبدأ بقراءة ذلك الكتاب أو تبدأ بمشاهدة ذلك الفلم دون ترجمة، ستسأل نفسك، كيف سأتعلم هذه اللغة دون مترجم أو معلم يعلمني معاني الكلمات؟ وكيف سأفهم المقصود في كل جملة إذا لم يشرحه لي شخص ما؟ ثق بي، ستستفيد استفادة كبيرة لن تتوقعها، فقط استمر في القراءة واستمر في الاستماع.
قاوم الرغبة في التسجيل في الدورات الباهضة الثمن وشراء الأشرطة والأقراص المدمجة والقواميس الإلكترونية، فهي ليست سوى مضيعة للجهد والوقت والمال.
هذه الطريقة هي نفسها التي تعلمنا بها لغتنا العربية، الأطفال يتعلمون اللغة العربية الفصحى من مشاهدة الرسوم الكرتونية، ويتقنون الحركات والسكون في اللغة قبل أن يأخذوا أول درس لهم في الإعراب بسنوات، القدرة على تعلم اللغات أمر موجود في العقل البشري، كل ما عليك القيام به هو القراءة والاستماع، وعقلك سيقوم بالباقي.
يبقى الآن كيف تتعلم الكتابة والمحادثة؟ هذه الأمور أيضا تأتي بالممارسة، لكن تعلم الكتابة سيكون سهلا جدا بعد أن تتعلم القراءة، وتعلم المحادثة سيكون سهلا جدا بعد تعلم الاستماع، لهذا السبب فإن تركيزي كله كان على القراءة والاستماع، لأنهما السبيل لاتقان اللغة من كافة النواحي.