تويتر واحد من الابتكارات التي أوجدها مبتكروها لغرض معين، ليفاجؤوا بأن الناس تستخدمها بطريقة مختلفة تماماً. أوجدها جاك دورسي كشبكة تواصل اجتماعي في عام 2006، على مبدأ الفيسبوك، لكن مهمته كانت أكثر تحديداً، فقد صُمم لهؤلاء الذين يرغبون بإبقاء معارفهم مطلعين على ما يقومون به لحظة بلحظة وبشكل آني من خلال رسالة قصيرة لا تتجاوز 140 حرفاً تجيب على السؤال “ماذا تفعل في هذه اللحظة”.
لكن في الوقت الذي أقبل فيه الناس على فيسبوك ويوتيوب بضراوة يستهلكون بنهم الصور والفيديوهات التي يشاركها أصدقاؤهم على صفحتهم، لم يجد الكثير من مستخدمي تويتر ما يكتبون عنه باستخدام 140 حرفاً المتاحة، أو بكلمات أخرى، لم يجدوا أن معارفهم يكترثون بمعرفة أنهم في هذه اللحظة في السوق، ثم بعد ساعة متوقفين في محطة الوقود، فالناس ليسوا كلهم نرجسيين ولا يعتقدون أن الكواكب تدور حولهم كما افترض مؤسس تويتر.
وعلى الرغم من ارتفاع عدد مستخدمي تويتر بنسبة 200% بين عامي 2008 و 2009 ،إلا أن الأرقام تظهر أن معظم المستخدمين الجدد لم يرق لهم تويتر، ولهذا فإن 60% من مستخدمي تويتر يهجرون حسابهم خلال الشهر الأول من تسجيلهم بالموقع كما تظهر أرقام عام 2010، كما أن تويتر أعلن في عام 2011 أن 40% من مستخدمي تويتر لم يعودوا إلى حسابهم خلال 30 يوم الماضية.
لكن تمهل، لا تعتقد أن تويتر مكسور الجناح.
تويتر ليس للجميع، لكنه للمؤثرين :
مع تردد الأناس العاديين في استخدام تويتر بالشكل الذي كان بذهن مبتكريه، ظهرت فئة من المستخدمين أقبلت على تويتر، يهتم بهم الناس في الأحول العادية، ويتمنون لو يعرفوا ما يفعلون وكيف يفكرون لحظة بلحظة، هؤلاء هم الأشخاص المؤثرون من رياضيين ورجال سياسة وصنّاع القرار وفنانون وكبار المؤلفين وكل شخص يُنظر إليه على أنه شخص ذو نفوذ يرغب الناس بأن يعرفوا ” ماذا يفعل في هذه اللحظة”.
وتواجد هؤلاء المشاهير من العيار الثقيل هو الذي أكسب تويتر قوته، وجعل الناس تقبل عليه. كما أن هؤلاء المشاهير وذوي النفوذ أعجبتهم فكرة وجود أناس متابعين لهم، فأخلصوا لهم وفضّلوهم على وسائل الإعلام في كل ما يستجد لديهم من أخبار وأفكار وقرارات مهمة. وهذا ما أجبر وسائل الإعلام على التواجد في تويتر وإبقاء عينهم مراقبةً له. ومن الأمثلة عن إخلاص المغردين لمتابعيهم في تويتر، إعلان وضاح خنفر الرئيس السابق لقناة الجزيرة والمصنف كالشخصية السادسة الأكثر تأثيراً في العالم العربي بحسب مجلة أرابيان بزنس قراره بالاستقالة من خلال تويتر قبل أن تنشره أي وسيلة إعلامية.
ولهذا لا نستغرب عندما تُظهر أرقام تويتر أن58 مليون مستخدماً يتابعون 8 حسابات على تويتر، فهذا يؤكد على أن عددا كبيراً من الناس موجودون في تويتر لأن هذه الشخصيات المؤثرة موجودة.