جميعنا يمر بلحظات يأس وافتقاد الأمل، لمجرد فشله بشىء ما سواء كانت علاقات اجتماعية أو على مستوى العمل. وتجدنا بدون تفكير نقول مستحيل أن يتغير وضعنا الحالى، ولكن لو فكرنا فقط لدقيقة لقُلنا مستحيل الا يتغير حالنا. لأن الحياة كما نعرفها منحنى تغيرها أسرع بكثير مما نتخيل.
“لا وجود للمستحيل” (وهذا فقط لأنه يوجد مستحيل، فمن المستحيل أن أصبح نملة وأعيش مع النمل وأشاهد “نمل قوت تالنت” على تلفازهم الصغير، يا ليت أستطيع، خسارة).
ومع ذلك هناك شيء آخر مستحيل جداً سيأتي ذكره.
من المستحيل أن ينتهي رصيدك من الأفكار؛ لأنك تتغير، ولأن الأحداث تتغير، والعالم يتغير.
الأفكار ليس لها نهاية أو كمية محدودة، الأفكار في العالم لا تنتهي، ورصيدك من الأفكار الجيدة لا ينتهي أيضاً، ولم يسرق أحد كل الأفكار الجيدة، ولم ينفذ السابقون كل الأفكار، والأهم من ذلك ستجد دائماً أفكار تنفذها.
وكلما أنتجنا أفكار أكثر، كلما استطعنا إنتاج المزيد من الأفكار. أفكارك تزيد أكثر مما تنقص.
أفكارك لم ولن تنتهي
- لأنك على قيد الحياة (لوقت طويل ومبارك فيه بعون الله)
- لأنك تعيش تجارب جديدة ومختلفة
- لأن ظروفك تتغير
- لأن أفكارك واعتقاداتك تتغير
- لأن طريقة تفكيرك تتغير
- لأنك تقرأ كتب جديدة
- لأنك تذهب لأماكن جديدة
- لأنك تشاهد برامج جديدة
- لأنك تستمع إلى برامج وموسيقى جديدة
- لأنك تتعرف على أشخاص جدد
- لأنك تذهب إلى أماكن جديدة
- لأن الأشخاص الذين تعرفهم يتغيرون
- لأنك تتعلم أشياء جديدة
- لأن المكان الذي تعيش فيه يتغير
- لأنك مع كل دقيقة تكبر، ومع كل يوم تصبح أكبر بيوم
- لأن أحداث العالم الذي تعيش فيه تتغير
هذه الأمور تؤثر فينا ونأخذ منها وحي لأفكار فنؤثر فيها.
منها كلها تنتج أفكارنا، كل ما علينا هو النظر للاحتياجات والمشاكل واستغلال الظروف وتمثيلها فيما نفعله.
لماذا لم تُؤخذ كل الأفكار الجيدة، ولم يفكر السابقون بكل الأفكار
لو كان هذا صحيحاً أو كان من الممكن أن يكون صحيحاً لتوقفت الحياة، ولتوقف الناس عن العمل والإنتاج.
مع كل تغير سياسي أو اجتماعي (أو أي كلمة مشابهة في نهايتها ياء)، تأتينا فرصة جاهزة لاستخدام هذه التغيرات فيما نفعله، فنكتب عنها أو نعبر عنها في لوحة أو تصميم.
هل لاحظتم “اليوتيوبيين” الغربيين الذين يعدون فيديوهات في يوتيوب كيف أنهم باستمرار ينتجون فيديوهات جديدة؟ الشيء الوحيد الذي يفعله هؤلاء هو استخدام الأحداث الفنية والسياسية الجديدة والتعليق عليها أو السخرية منها، وبذلك تستمر أفكارهم، ويستمر إنتاجهم الإبداعي! وهذا يشبه كثيراً ما يفعله كتاب الصحف.
حاجات الناس تتغير وقد تزيد، كذلك مشاكلهم، ونحن بحاجة للأفكار لسد الحاجات أو التعبير عنها بطريقة فنيه، وبحاجة لحل هذه المشاكل والمشاكل والحاجات تصبح وسيلة تحفز مزيد من الأفكار.
الثقافات المحلية والثقافات المختلفة في العالم تعطينا فرصة لاستخدامها بطريقة مبدعة في ننتجه.
التواصل مع الناس من مختلف المناطق أصبح أسهل، وهذا التواصل يعني باب جديد ومحسن للحصول على أفكار.
رجاءً بدون غباءات واستعباطات مترسبة
فقط قول “لا يوجد أفكار” يضع حاجز كبير أمام إيجادها، لأننا نحصل على ما نعتقده.
بدون غباءات واستعباطات واعتقادات هرائية من آثار سيئة متبقية من المحيط الذي تربينا فيه، نقوم من مكاننا ونبدأ بالتفكير وإنجاز شيء الآن.
لم يتبقى أعذار لأن عيش الحياة أفضل طريقة لإيجاد أفكار، وما دمت حياً ستجد أفكار.
لابد أن نتخلي عن التفكير الكثير والفعل القليل، ونحاول أن ننتج ونجرب أكثر، ونتخطى الأمور الداخلية التي تمنعنا من الفعل.
هناك مستحيلات كثيرة (وهناك نمل كثير بدون تلفاز) وفراغ رصيدك من الأفكار ليس منها.