أرض المليون دولار
هل فكرت يوماً أو حلمت أن تشترى مدينة أو دولة ما!؟، من الممكن أن نكون تخيلنا ولكن ريان نفذ بالفعل هذه الفكرة لبيع مدن ودول العالم.
كنا قد قرأنا معا هنا قصة أليكس تيو صاحب صفحة المليون دولار، وكيف أن قصة أليكس هي مجرد دليل على صحة قول الشاعر حين قال ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب.
ذلك أنك لا تجد من وضع يده على السبب الفعلي لنجاح فكرة أليكس في بيع إعلانات على صفحة مجموعها مليون دولار، أو لماذا ساعدته الناس واشترت إعلاناته، ولماذا فشلت كل المواقع التي قلدته، حتى العربية منها، وكذلك مشاريعه التالية!
فكرة صاحبنا ريان بسيطة، سيبيع أشهر المدن في العالم على خريطة موقعه، ومن يشترى مدينة ما، يمكنه أن يعيد بيعها لمن يريد في المستقبل (مع حصول ريان على نسبة 20% من ثمن البيع).
إلى أن يتحقق هذا البيع، فكل من سيقف بمؤشر الماوس فوق أي مدينة مباعة سيظهر له شعار المشتري وبالضغط عليه يزور موقعه، في صورة جديدة من صور التسويق غير التقليدي.
كل شيء في هذه الدنيا مغامرة، يمكن له النجاح أو عدمه. قد تنجح هذه الفكرة ويحتفل بها العالم كله، وقد تغرق في بحور النسيان، والحياة إما مغامرة أو لا شيء، كما قالت هيلين كيلر. وهذه الأسئلة مع صاحب موقع أرض المليون دولار:
س1: كيف جاءتك فكرة خريطة المليون دولار؟
كنت وصديقي مطور المواقع سكوط دال نتناقش حول نجاح فكرة أليكس تيو، وتساءلنا حول ما إذا كان ممكنا تطوير فكرته هذه أكثر، بشكل يتضمن خدمات خرائط جوجل مع خدمات الشبكات الاجتماعية الحالية، ومن هنا جاء ميلاد الموقع، وفي خلال 24 ساعة كنا قد انتهينا من برمجة 90% مما تراه حاليا على الموقع.
وكان ذلك في شهر نوفمبر 2010 الماضي. كان لدي وقتها موقعا آخر أطوره، وبعدما انتهيت منه، أردت تخصيص 6 شهور بدون أن يشغلني أي شيء عن العمل على نجاح هذا الموقع الوليد، ولذا أطلقت الموقع رسميا في 3 مارس 2011 الماضي!
- س 2: كيف بدأت تحقيق فكرتك؟ هل لديك الخبرة البرمجية الكافية؟ هل تعرف الشخص المناسب الذي يحقق لك ما تريد؟ هل بحثت عن مطورين توظفهم في فريقك؟ وما هو حجم فريق العمل لديك، وماذا يفعل كل عضو منهم؟
أنا لست بمبرمج، أنا مجرد شاب لديه الشجاعة الكافية لتنفيذ فكرته. لقد قضيت وقتا في بناء فريق عمل مكون من موهوبين حققت معهم النجاح في مشاريع سابقة. سكوط دال مبرمج بي اتش بي موهوب في مجالي التصميم والتطوير، كاتي تيجز فنانة لها عين ثاقبة في مجال التصميم والكتابة الصحفية. ايفان لاريمور خبير في تحرير الفيديو…
- س 3 : يقولون أن أول عمليات بيع هي الأصعب، فكيف نجحت في بيع أول مدن لك؟ ما قصة أكبر عملية حققتها حتى اليوم، وما هي أكثرهم صعوبة؟
في البداية أرسلت لكل قائمة المعارف البريدية عندي، وعرضت على أصحابها خصما خاصا 50%، جلب لي مبيعات قدرها 800 دولار قبل إطلاق الموقع، (كنت أبيع المدينة وقتها مقابل 100 دولار) وهو الأمر الذي زاد من مصداقية المشروع. بعدها ومتمسكا بستائر الأمل أرسلت الخبر الصحفي لكل وسائل نشره، حتى أني وجدت موقعا في هونج كونج ينوه عن الخبر.
الأمر الذي جلب لي زيارات كثرة، منها زيارة انتهت بشراء مدينة هونج كونج مقابل 2000 دولار! كانت هذه أول عملية بيع لعميل لا أعرفه من قبل! بعدها بدأت مدن أخرى تجد طريقها للبيع، حتى حققت 10 آلاف دولار من المبيعات، ومنهم من اشترى 5 مدن دفعة واحدة مقابل سعر 16 ألف دولار على سبيل الاستثمار في الموقع.
- س4: ما هي خططك للمستقبل، وأين ترى موقعك ونفسك بعد 10 سنوات من الآن؟
لدينا خطط مستقبلية مثيرة للموقع، فلدينا 5 مزايا إضافية للموقع سنعلن عنها كلما بعنا المزيد من المدن، وما أن نبع ألف مدينة، حتى سنطلق المرحلة الثانية من الموقع، ومن بعدها الثالثة، وكلاهما ستكون مفاجئة كبيرة. أتوقع من الموقع أن يدر دخلاً لمدة سنة ونصف، ثم من بعدها يدر دخلا لأصحاب المدن لمدة من 3 إلى 5 سنوات.
عن خططي الشخصية تسأل؟ أرجو ألا أتحول لمستثمر في مشاريع مماثلة، لأن ذلك يعني فقداني للرغبة العارمة في الابتكار وسيعني نهاية الأفكار الجديدة عندي. أرجو كذلك أن استمر في العمل مع فريقي الموهوب، في المقهى المفضل لدينا، وأن أحمل صيت الرجل الذي يطارد أحلامه ويجعلها واقعه!
- س 5 : في الختام أريد منك بعض المعلومات عنك، ماذا درست، ما هي مشاريعك السابقة، الشركات، الوظائف، الشعار الشخصي، أفضل المقولات في حياتك، أفضل نصيحة حصلت عليها وكل ذلك عندك.
حللت ضمن أفضل 10 متقدمين في برنامج ريتشارد برونسون – مسابقة أفضل فكرة مشروع في لوس انجلوس في عام 2009، وفزت في مسابقة جامعة باسيفيك لوثران لأفضل خطة عمل في 2010، وحصلت على ترشيح جائزة الويب عن موقعي خريطة المليون دولار. أما عن دراستي فقد تخرجت من جامعة ولاية واشنطن في قسم العصامية، واتبعتها بدراسة MBA من جامعة باسيفيك لوثران.
حصلت على نصائح عدة لعل أفضلها “فكر على نطاق أكبر” من مات كوفين، أو “النجاح سهل الهروب منك، فلا تملك أن يقترب منك دون أن تكون مستعدا له” من كيني بايرن. كذلك “ليست العبرة كيف تحل المشكلة، العبرة هي كيف تعرف ما هي المشكلة” للأستاذ ليي. أو لعلها مقولة صديقي كيربي ويلبر الذي قال: “إذا كنت تملك المصداقية وخطة عمل، فستنجح“.
أما أفضل مقولة فهي من أبي كين هارت الذي يقول: يمكنك أن تعمل بكد وفق شروطك، أو أن تعمل بكد وفق شروط شخص آخر. الأمر عائد إليك. وأما شعاري فهو “كن شجاعا واتبع حدسك الداخلي“، وأما رأيي الشخصي فهو: “أنت لست بحاجة لكي تعرف كل شيء، أنت فقط تحتاج لتعرف أين تعثر على كل شيء!”
أخيرا، موقع أرض المليون دولار هو نتاج مهارات فريق العمل وتقنيات جوجل، فيسبوك، تويتر، يوتيوب، باي بال، ورد بريس و كيك بي اتش بي.
على الجانب
ينوي ريان إطلاق حملة تسويق كبيرة لموقعه، وربما كان الاستثمار في موقعه موفقا للغاية، أو فاشلا للغاية كذلك، لكن إن قررت خوض المغامرةفلا تنس الشراء. أنا عن نفسي كنت أود شراء دبي لكنها مباعة، على أن غيرها لا زال متوفرا!
- من مدونة شبايك