كسب المال بين المعتقدات والأحلام
نكمل الآن مع بقية محاضرة براين تريسي عن قوانين كسب المال…
القانون الثاني: قانون الإيمان
ما تصدقه وتؤمن به – بكل قوة وبكل جوارحك – يصبح واقعك الذي تعيشه، فأنت ترى فقط ما تصدقه، خاصة تلك المعتقدات التي كونتها عن نفسك، بطريقة تجعلك ترفض كل ما خالف هذه المعتقدات في واقعك المحيط.
أنت لا تصدق ما تراه، بل إنك ترى فقط ما تصدقه، وتجده يتفق مع معتقداتك وظنونك، خاصة فيما يتعلق بالمال.
هل تفكر طوال الوقت في أنك مولود لتكون فقيرا فاشلا؟ لا تلومن عقلك على أن صدقك ولبى لك ما تتمنى، والعكس صحيح، إذا آمنت أنك قادر على النجاح في الحياة، وأنك على موعد مع الثراء، إيمانا يصاحبه التفكير والعمل، فإنك قطعت نصف الطريق إلى بلوغ مأربك، ولذا فأنت تتحول لتصبح ما تفكر فيه.
هذا الإيمان يدفعك – دون علمك – إلى الانخراط في نشاطات من شأنها أن تصل بك إلى ما تفكر فيه. عندما تفكر في الأمر، لقد خلقنا الله جميعا متساويين، وما زاد من جهة نقص في أخرى، وما نقص هنا زاد هناك.
ما الذي كنت لتفعله لو لم يكن هناك أي عوائق أو صعوبات تواجهك، إذا كنت من أهل دنيا الأحلام، ما الذي كنت لتفعله؟
القانون الثالث: قانون التوقعات
إن ما تتوقعه، بكل ثقة، إيجابيا كان أم سلبيا، سيصبح واقعك. عندما تتوقع – بثقة – حدوث أحداث إيجابية، ستجدها تحدث فعلا. إذا توقعت بكل قوة أن مصيبة ما ستحل بك، فظنك عادة لا يخيب. الأثرياء توقعوا كسبهم للمال. الناجحون توقعوا نجاحهم. السعداء توقعوا سعادتهم.
توقع أن تنجح، وستنجح
لكن توقعك هذا يقع في نطاق سيطرتك الكاملة وتحكمك التام، لذا توقع الأفضل من نفسك ولها. تخيل دائما أنك كائن بلا حدود، وأن لديك قدرات لا نهائية تساعدك على تحقيق كل ما تريد تحقيقه بعزم وقوة.
تخيل أن مستقبلك لا يحده سوى قدرتك على التخيل، وأن ما حققته للآن ليس سوى جزء صغير جدا، مقارنة بما أنت قادر على تحقيقه، وأن أفضل ما تستطيع فعله لم يأتي بعد.
القانون الرابع: قانون التجاذب
أنت عبارة عن مغناطيس حي، تخلق أفكارك ومعتقداتك حولك مجالا من القوة الجاذبة، التي تشع من حولك، فتجذب الناس والظروف والمواقف والفرص، الذين يتناغمون مع أفكارك ومعتقداتك، والذين يساعدونك لتحقيق هدفك الذي تريده.
هذا القانون يفسر العديد من حالات النجاح والإخفاق في العمل والتجارة، فكل ما أنت عليه في حياتك اليوم هو نتيجة جذبك له بطريقة تفكيرك. أنت قادر على تغيير حياتك لأنك قادر على تغيير طريقة تفكيرك.
انظر إلى حالتك المالية اليوم، وقارنها مع أفكارك ومعتقداتك وظنونك التي تؤمن بها. تحمل المسؤولية بأكملها عن كل الأشياء الجميلة في حياتك، وكذلك عن تلك التي لا تراها جميلة.
الاثنان هناك في حياتك بسببك أنت، بسبب طريقة تفكيرك. إذا وجدت ما لا يرضيك، فهذا معناه وجود عيب في طريقة تفكيرك. هذا العيب، هو ما يجب عليك العثور عليه وتصحيحه.
نكمل بقية القوانين بعد فاصل، لكن قبلها أحب أن أجيب على سؤال حتما يدور في أذهان البعض: وماذا عن القضاء والقدر؟ وهو ما سيجرنا للحديث عن الفرق الرفيع ما بين التوكل والتواكل.
عندما نتفاءل، كما أمرنا رسول صلى الله عليه وسلم قائلا: تفاءلوا بالخير تجدوه، فلا تعارض في ذلك مع القضاء والقدر، فحين نقول تفاءل وستجد أمورا إيجابية تحدث في حياتك، فنحن لم نحدد هذه الأمور، ولم نحدد وقتها، وليس في الأمر تجرأ على الله أو كفر بشريعته.
إن الله من الكرم الشديد حتى عم خيره الكون كله، لكن علينا نحن أن ننفتح من الداخل لتلقي هذا الخير.
يمكنك أن تنظر للمطر على أنه نذير وحل وسيول وخراب، أو تنظر إليه على أنه نذير خير وبركة وسقيا. في كلا الحالتين المطر قد حدث، لكن طريقة تفسيرك وفهمه له، هذه تقع تحت مسؤوليتك وتحكمك التام الكامل.
يمكنك أن تنظر للمال على أنه وسيلة لنشر السعادة بين الناس، أو نشر المعاصي. في كلا الحالتين، المال موجود، لكن كيف تنظر إليه، فهذه جزئيتك.
الجزء الأول من المحاضرة