أثناء قراءتي في ثنايا كتاب رجال أعمال نهاية الأسبوع، 101 فكرة، وجدت صاحب مشروع يتحدث عن طريقة جذبه للمزيد من العملاء، عبر شكره لعملائه الحاليين، بدون مناسبة أو سبب.
استوقفتني هذه الجملة، وفكرت في كم رسائل الشكر التي وصلتني لأني عميل لهذا المتجر أو غيره، ولما لم أجد في رصيدي أيا من هذه الرسائل، وجدت أن أول من سيفعل سيجد استحسانا كبيرا مني، وسيكون هذا حال غيري من عامة الناس بلا شك.
يقول الرجل أنه يرسل لعملائه رسالة شخصية، يشكرهم فيها على تعاملهم معه. هذه الرسالة تجعله يغزو قلوب العملاء، لأنها بدون سبب مثل عيد أو نهاية العام أو غيره.
والرسالة تكون شخصية حارة، وليست خارجة من آلة صماء أو ترجمة عمياء غبية من نص بلغة أخرى. بحثت في الأمر أكثر، ووجدت مقالات عدة تتحدث عن الآثار الإيجابية لمثل هذه الرسائل.
ولهذا أريد أن أطلب من كل قارئ منكم فعل المثل، كلٍ على قدر استطاعته ووفق ما تسمح به طبيعة عمله، لكني أريدها رسالة شخصية، بمعنى أن تكتب بخط يدك اسم العميل.
وتوقع أسفل الرسالة بخط يدك وتضع وسيلة الاتصال بك، وتوضح في الرسالة سبب الشكر، ألا وهو إظهار التقدير والامتنان للعميل على تعامله مع شركتك حيث تعمل.
بالطبع، هذه الرسائل يجب ألا تذهب إلى عميل أرسلت له إنذارا بالتقاضي إن لم يدفع المتأخرات عليه، أو ترسلها لعميل لم يجلب لك تعامله معك سوى المشاكل.
رسالة الشكر هذه قد تكون ذات تأثير إيجابي محمود على العميل، لكن إن أردت أن تكون مالكا لقلبه، فماذا عن هدية ترافق رسالتك هذه؟ ماذا عن تذاكر سينما للعميل وزوجته، مفتوحة المدة، وتنصح عميلك في رسالتك أن يستمتع ببعض المرح مع عائلته.
لولا خوفي من أن النساء يذهبن بعيدا في سوء الظن بغريب يرسل لهن زهورا، لنصحت بإرسال زهرة حمراء مع رسالات الشكر إلى معاشر النساء. لا تكن رخيصا ترسل منتجات شركتك، فهذه خدعة قديمة أدرك الجميع رخص قيمتها، كما أنها تجعلك تبدو راغبا في التخلص من مخزونك الراكد.
على الجهة الأخرى، هل شكرت أعضاء فريقك وموظفيك؟ حكى لي صديق عن تقدمه في عمله للحصول على إجازة للزواج، فوافقوا له بصعوبة على أسبوعين، وصبيحة اليوم الذي سيتزوج فيه، استدعوه للعمل لظرف طارئ لا يحتمل الانتظار.
وحين ذهب مفكرا في الاستقالة، وجد في انتظاره فريقا من كبار المدراء، والذين هنئوه شخصيا على الزواج، وأعطوه تذكرتي سفر إلى اليونان في رحلة عسل مدتها أسبوعين، شاملة جميع المصاريف، مع أسبوع إجازة إضافي فوق ما طلبه. هذا الزوج حكى هذه القصة مرات ومرات ولا زالت القصة تتردد بين الناس!
للأسف
ينظر البعض إلى فريق الموظفين على أنهم قطيع من العبيد لا يستحقون حتى اللقيمات التي يرموها لهم، وحين يرحل عنه هؤلاء العبيد، يعانوا الأمرين حتى يجدوا من يسد فراغهم.
إذا كنت من هذه الفئة، فماذا تفعل هنا – أخطأت في العنوان حتما، ولعلمي أنك لست منهم، لذا أقترح عليك مفاجأة فريق العمل المجتهد بيوم إجازة إضافي قبل العطلة الأسبوعية.
لكن لا تفعل ذلك إلا مع رسالة شكر شخصية لكل فرد من الفريق، تخبرهم أنك تدرك تماما كم الجهد الذي يبذلوه، وتعبيرا عن تقديرك لهذا الجهد.
فإنك وجدت أنهم يستحقون الحصول على يوم عطلة إضافي ليقضوه مع من يحبون، أو تجعلهم يرحلون قبل نهاية ساعات العمل بفترة كافية، أو ما شابه ذلك من الأفكار، فقط لا تمنح إلا مع رسالة شكر توضح فيها سبب هذا المنح، رسالة شخصية دافئة، من صديق إلى صديق، وليس من سيد إلى عبد.
أتمنى أن تجد كلماتي هذه استجابة في نفوس القراء، وأتمنى أن أقرأ يوما نتائج عملكم بهذه النصائح، وأتمنى أن تكون النتائج مشجعة ومحفزة للغير على فعل المثل… أم ماذا تظن عزيزي القارئ؟
مصدر المقال مدونة شبايك