بلمسات بسيطة على لوحة المفاتيح أو نقرات على الفأرة ( الماوس ) استطعت الوصول إلى هنا ،
إلى موقع فواصل التطويرى ،، وها أنت تقرأ هذا الموضوع الذي تم تنسيقه ونشره من مكان بعيد على متن هذا الكوكب ، تصلك المعلومة من عدة مواقع ومصادر وانت في مكانك دون عناء أو تعب، لا يشترط أن تذهب وتأتي بأمهات الكتب من عدة مكتبات أو تستمع لعدة دروس ومحاضرات ربما لا تتوفر إلا في مكان يبعد عنك بساعات من السفر المضني ،، الأمر صار أسهل وأصبح كل شيء يأتي إلينا ونحن في أماكننا ، وكم هذا جميل خاصة في عصرنا الحالي الذي يشهد ازدحاماً في الشوارع والنوادي وتكدساً في الجامعات والمعاهد وتلوثاً في الأجواء .
سنركز في الأسطر التالية على بعض البدائل التي اوجدها الانترنت في حياتنا المعاصرة
كسب المال عن طريق الانترنت
مفهوم السعي لنيل الرزق لم يعد مقصوراً على الأرجل والأيدي ،، الآن يمكن للعقل وبمساعدة الأصابع تشكيل فريق عمل للسعي طلباً للرزق القادم عبر شاشة لا يتعدى سمكها السنتيمترات.
وفر الانترنت مجتمعاً افتراضياً متفاعلاً من غير حدود أو قيود، وإذا ما وجد المجتمع وجدت عنده اسباب الرزق ، وكلما زادت كثافة المجتمع زادت فرص العمل داخل ذلك المجتمع، وفضاء الانترنت هو مجتمع كبير يتسع بشكل مهول يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة، وفرص العمل وأسباب الرزق تزداد اتساعاً.
ليس ربحاً وإنما كسباً
مثلما هو الحال في المجتمع الواقعي ( الملموس ) يتطلب الرزق بذل المجهود لجلبه، وكل مجال يتطلب خبرات ومهارات معينة لاحترافه ، كذلك هو الحال في المجتمع الافتراضي ( فضاء الانترنت ) العمل فيه يحتاج إلى جهد ( ذهني في الغالب ) ويتطلب كذلك وقت، ويحتاج إلى مهارات وخبرات يمكن اكتسابها بالتعلم والممارسة ، فهو ليس كما يضنة البعض عبارة عن ربح سريع ومفاجئ ينزل على المرء دون تعب او نصب.
العمل من المنزل بواسطة الانترنت ليس خيالاً او مبالغة أو كلام نظري فقط، إنما هو واقع مجرب، وهنالك الكثير ممن جربوا العمل عبره وجنوا الكثير من الأموال ، وهنالك الكثير ممن تركوا وظائفهم الحكومية وانهمكوا في أعمالهم الخاصة عبر الانترنت وتحسنت حالاتهم المعيشية.
مميزات
مجتمع ضخم: إذا فتحت متجراً في مدينتك أو في حارتك ، فإن المجتمع الذي ستستفيد منه هم سكان حارتك فقط، وإن كانت شركة أو مكتب في المدينة ، فإن حدود المدينة سيبقى حاجزاً لك وحائلاً دون التوسع خارجها ، لكن في فضاء الانترنت ليس هنالك ثمة حدود جغرافية أو ثقافية، يمكنك العمل بداخل مجتمع عالمي واحد واستهداف الملايين لمنتجاتك وخدماتك بأيسر السبل وأقل التكاليف
استثمار الوقت: العمل من المنزل يوفر الوقت بشكل كبير ، فعملية التعلم لا تتطلب وقتاً كبيراً ولن تستغرق سنين ثمينة من غمرك فهي اسهل واسرع عن طريق الانترنت ، كما أن العمل من المنزل سيبقيك في المنزل وسيوفر عليك الكثير من الأوقات المستقطعة في المواصلات والتنقلات وسيزيد من الانتاجية.
إن شاء الله سيكون لنا موعد قريب في موضوع مفصل عن بدائل العمل من المنزل عن طريق الانترنت والطرق المتعددة لكسب المال.
التسوق والشراء
بدأت مؤخراً الكثير من الاستثمارات العربية في مجال اتاحة التسوق عبر الانترنت وظهرت العديد من المواقع التي توفر شراء المقتنيات بشكل مباشر واستخدام البطائق مسبقة الدفع للدفع ثم توصيل المنتجات إلى باب المنزل ، ومن أمثال هذه المواقع : نيل وفرات لبيع الكتب و موقع سوق لبيع المنتجات الجديدة والمستعملة بين المشتركين كما يقدم موقع لقطة العديد من العروض والفرص الشرائية التي قد يجدها المشتري بسهولة وأيضاً موقع نفسك للتسوق عبر الانترنت
مميزات التسوق عبر الانترنت
> يمكن الوصول إلى المنتج المراد بسرعة كبيرة ودون تعب ، فجميع المواقع التي تتيح الشراء المباشر تقدم خاصية البحث التي تمكن العميل من الوصول إلى المنتجات التي يريد وبالمواصفات التي يحدد، وهذا بعكس الأسواق الواقعية التي تتطلب من الشاري التجول والبحث المضني عن ضالته حتى يجدها
> يمكن مقارنة المنتجات بسهولة في الاسواق الالكترونية ، فالمواصفات دائماً مكتوبة في صفحة المنتج ، وببساطة يمكن فتح صفحتين عبر المتصفح لكل منتج ثم المقارنة بينهما واختيار الأنسب ، بينما التسوق والشراء من المحلات الواقعية تصعب فيه المقارنة لأن المواصفات لا تكون مكتوبة وإنما منطوقة من فم البائع وربما تتواجد المنتجات المتكافئة في عدة محلات مما يصعب عملية المقارنة.
عيوب التسوق الالكتروني
من اهم العيوب أن المنتج ليس بين يديك لكي تقلبه او تجربه او تفحصة بشكل مباشر، وتكون هذه السلبية أكثر اهمية في المنتجات التي تتطلب مشاهدة أو تجربة على ارض الواقع مثل الملابس وبعض الاجهزة المنزلية ، لكنها غير ذات اهمية في المنتجات الحاسوبية ( مثل برامج الحاسوب والكتب الالكترونية ) وفي بعض الاجهزة مثل الحاسبات الآلية التي تكون المواصفات هي المعيار والحكم.
التواصل الانساني
التواصل بين الناس من أهم متطلبات البشرية ، وقد أتى الانترنت بالعديد من الحلول التي أدت إلى زيادة التواصل وسهولته بين الناس ابتداءً من البريد الالكتروني ثم برامج الدردشة التي أتاحت التواصل المباشر والتي أصبحت تتيح اليوم التواصل الصوتي والمرئي بكل بساطه وبدون تكلفة.
لقاء صديق – سابقاً:
في القديم ،، لو أراد احد الأشخاص زيارة صديق له يسكن في مدينة بعيدة ليتذكروا أيام الدراسة السابقة ويتبادلوا حكايا الزمن وصور الحياة التي تحتفظ بالذكريات الجميلة ، لأعد ذلك الشخص العدة وجهز المتاع للسفر الطويل ثم توكل على الله وقطع الفيافي والوديان حتى يصل إليه فيجلس عنده يوم أو يومين ثم يغادره متوجه إلى موطنة
لقاء صديق – الآن:
اليوم وبواسطة الانترنت أصبح يمكن لأي شخص لقاء اصدقائه عبر برامج الدردشة المباشرة ( ياهو ماسنجر أو قووقل توك ) ومشاهدتهم عياناً بياناً ، كما أن صديقك في الفيسبوك يكتب عن افكاره ومايدور في خاطرة في ( صفحة الحائط ) الخاصة به وتظهر هذه الكتابات لديك مباشرة في صفحتك في الفيسبوك لتكون قريباً من نمط تفكيره فتقل الحواجز بينكما ، وأنت تقوم بإضافة الصور إلى حسابك فتظهر عند اصدقائك فتزيد المودة في النفوس ..> أصبح الأمر أسهل بكثير
لكن ،، هنالك سلبيات
رغم هذا وذاك ،، التواصل الاكتروني بما فيه من مميزات إلا أنه يؤدي بشكل غير مباشر إلى العزلة الحياتية ،، فالشخص الذي أدمن الحياة الانترنتية يبقى منعزل عن المجتمع الواقعي ويصبح تفاعله مع من حوله قليل ومحدود ، ورغم أن هنالك بدائل للحياة عبر الانترنت ، إلا أن العالم الافتراضي ليس كل شيء – وبين هذا وذاك يبقى التوسط هو الأمر الأفضل ولنتعود أن نقطف من كل بستان زهرة ، وليست أي زهرة ، إنما أفضل زهرة .