من يتابع معظم قصص الناجحين من غير العرب التي نسردها ، سيربط حتما بين السن الصغيرة التي بدأ فيها هؤلاء، وبين النجاح الذي أدركوه، وربما – وهذا ما أخشاه – سيحكم بأن البدء في مشروع تجاري ناجح يتطلب البدء في سن صغيرة.
بالطبع، إذا استقر هذا الظن في وعي القارئ، فهو الفشل الذريع ، لأن هذا يعني عدم جدوى الاستمرار في متابعة قصص الناجحين.
دراسة إحصائية أمريكية، راقبت متوسط أعمار رواد الأعمال الأمريكيين ومتى انتقلوا من حزب الموظفين (عافانا الله منه) إلى حزب أصحاب الشركات ومؤسسيها (عجلها الله لنا) وجاءت النتائج مثيرة للدهشة.
ضمن عدة اكتشافات ونتائج، وجدت الدراسة أن متوسط العمر لمؤسسي الشركات (من الأمريكيين) ذات العلاقة بالتقنية والتكنولوجيا هي 39 سنة، أي أن مؤسس موقع فيس بوك ونظرائه في جوجل هم الاستثناء وليسوا القاعدة.
أزيدك من الشعر بيتا، وجدت الدراسة أن الفئة السنية الأكثر نشاطا في مجال تأسيس الشركات الجديدة هي الفئة من 55 إلى 64 سنة، بينما الفئة السنية من 20 إلى 34 سنة كانت هي الأقل نشاطا في هذا المجال.
وأما ختامها مسك فهو تأكيد الدراسة على أن مقولة: “أنا أعمل لدى شركة كبيرة جدا لا يمكن أن تسقط” ما هي إلا وهم كبير، خاصة مع الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي عصفت بالكثير من الموظفين والمفاهيم.
الأمر الذي ربما سيدفع الأمريكيين في المستقبل نحو انتهاج أفكار جديدة تبتعد عن الوظيفة مدى الحياة، وربما نحو ريادة الأعمال وتأسيس الشركات الجديدة.
وأما لماذا اخترت هذه الدراسة لعرضها هنا، فللتأكيد على حقيقة ثابتة: مهما كان سنك، ارمه وراء ظهرك، وسارع لتحقيق حلمك وتأسيس شركتك.
السن ليس مقياسا. السن ليس حاجزا. السن ليس معيارا للحكم على جدوى فكرتك التجارية. طالما القلب ينبض، سارع وبادر وأسس شركتك.
مصدر المقال مدونة شبايك