أكثرُ جوانب التسويق سديميةً وتداخلاً والأكثر تعرضاً لسوء الفهم: هما التعليم branding والإحلال positioning. وبسبب سوء الفهم وتضييع المعالم لا يُستغربُ الخطأ في استخدامهما ومن ثم الغرق في مشكلاتٍ مزمنة متنوّعة.
التعليم والإحلال وسائط عملٍ شديدة الفاعلية. لدى استخدامها الاستخدام الصحيح ستصبح شركتك مغناطيساً يجتذب كالسحر ويمسك بالزبون المثالي، وبإساءة استخدامها يمكن أن تعمل القوة الخارقة ذاتها في الاتجاه المعاكس فتدمّر العمل تدميراً. دعونا إذاً نبدأ بالتعاريف:
لا صداقة لما تجهل.. تعرّف على التعليم حتّى تستفيد منه
ما التعليم يا صديقي؟
انتبه، لا نتحدّث هنا عن الرموز والشعارات والألوان. إنّها جزء صغير، والتعليم كلٌّ أوسع من ذلك وأعمق.
التعليم هو قضية رسم هوية شركتك الأساسية والتعبير عنها. (هوية شركتك وعملك وليس هويتك أنت)
التعليم هو قضيةُ ماذا تمثّل شركتك، ما سبب وجودها وغاية نشاطها.
بعد أن تتبلور إجابة السؤال السابق وتتبلور هويةٌ أساسية راسخة لشركتك (بعد ذلك وليس قبله، حتماً) تأتي الألوان والرموز والشعارات لتملأ في الصورة الكبيرة مواقع صحيحةً متكاملة مترابطة.
والإحلال؟
محلّك في السوق هو كيفية وقوفك وظهورك فيه. كيف يصفك عملاؤك المثاليون، وكيف يمكن للناس تفريقك عن المنافسين.
هل لديك مشكلة في أساس التعليم الناجح؟
لا تغمض عينيك.. وفّر وقتك وجهدك وابدأ بها الآن!
التعليم يأتي أوّلاً. وإذاً الخطوة الأولى الواجبة هي استكشاف وتحديد هوية شركتك الأساسية core identity.
لستَ واثقاً من وضوح ما أقصد؟.. بسيطة، فلنبدأ بهذه الحزورة التي تبيّن المقصود بأمثلة عملية.
هل تجدُ نفسك الآن أو يمكن أن تجدها في وقتٍ ما تقول ما يشبه البيانات أو الأسئلة التالية؟
• لا أعرف ما الذي يفرّقني عن المنافسين
• لا أستطيع توصيف ماذا أصنع لعملائي
• لا أعرف بالضبط لماذا يختار العملاء خدماتي ومنتجاتي بدلاً من خدمات ومنتجات المنافسين. لكنني أعلم أنهم يحبونني وأتلقى منهم شهادات تزكية وتوصية رائعة
• لا أعرف تماماً، أو لا أستطيع أن أعبّر بدقة عن جوانب قوّتي وبراعتي
• لستُ متأكّداً! ماذا ينبغي أن أقدّم؟
• لا أقوم بأي شيء مختلفٍ عمّا يقوم به المنافسون
• لا أستطيع أن أنافس. لا أعرف لماذا ينبغي على العميل تفضيلي واختياري دون منافسيّ
• لا أعرف ماذا أقول في لقاءات تشبيك العلاقات
إن كانت واحدةٌ من التساؤلات الماضية تدور في ذهنك، فلديك مشكلةٌ في تحديد هوية عملك الأساسية.
كيف تصلح ذلك؟
استكشف هويتك.. أتقن صياغتها
ثم تأكّد من أنّك تبدو لعملائك كما ينبغي أن تبدو
- اكتب لائحةً بكل ما يعنيه عملك لك. ماذا تصنع وماذا تقدّم، ولماذا هو مهمّ لعملائك، ما رؤيتك المستقبلية البعيدة، ماذا ترى عند نفسك من مواهب ومهارات متميزة..
- اكتب لائحةً بالتصوّرات التي تريد أن تقفز إلى أدمغة عملائك عندما يتذكّرونك. اكتب كلّ شيء من التفاصيل وليس مجرّد “خدمة ممتازة وجودة عالية” أليس هناك أشياء أخرى مثل: الاعتمادية، الأمانة والصدق، الخبرة العميقة في ميدان العمل؟..
بعد ذلك عليك أن تتحدّث كثيراً مع عملائك. اسألهم: لماذا اختاروا التعامل معك وفضّلوا منتجاتك وخدماتك؟
كيف سيصفونك لغيرهم؟ ماذا سيقولون إن أرادوا نصح أحدٍ بالتعامل معك؟ ما الذي يميّزك لديهم عن المنافسين؟..
بعد تجميع آراء وأفكار عملائك وتدوينها. قارن بين اللائحتين: التي كتبتها أنت والتي جمّعتها من المتعاملين معك. ماذا تكتشف؟ أين ترى توازياً وانسجاماً وتكاملاً، وأين ترى نقصاً أو اختلافاً وأين ترى تناقضاً؟
أين هي المؤشّرات المطمئنة إلى صحّة خطواتك؟ وأين هي تصوّرات العملاء التي تدلّك على أنهم لا يرونك بالصورة الحقيقية الصحيحة التي تريد، والتي تشير إلى مضي شركتك في اتجاهٍ خاطئ؟
بعد أن تتعمّق في تجميع وتحليل المعلومات السابقة، يمكنك أن تأخذ النتائج وتجعلها هيكل دعمٍ وإرشاد لكل خطوات عملك اللاحقة.
ستجدُ نفسك عندئذٍ تمضي بثقةٍ ونجاح في التعرّف على عملائك وتعريف نفسك وتقديم منتجاتك وخدماتك لهم وبناء صورة شركتك ومنتجاتك وخدماتك بناءً سريعاً فعّالاً متكاملاً ومتنامياً.
ميشيل بارزا فاتسيك