قرأت هذه الفكرة بمدونة حياتى غير وأحببت أن أشارككم بها، في عصر أحد الأيام، كنت أذرع غرفتي ذهاباً وإياباً، كعادتي عندما أكون مستغرق في التفكير، وفي هذه الأثناء، فتحَت الباب والدتي حفظها الله ليدور بيننا الحوار التالي:
أمي: تفكر بإيش يا ابنى ؟
أنا : حاسس بزحمة في راسي! أفكار وأشغال، مدري أبدأ بمين وأترك مين؟! وكأن هالأفكار سيارات محتجزة في زحمة مرور! وأنا الشرطي المبتلش فيها!!!
ليتني أقدر أسوي إشارة مرور تنظم حركة هذي الأفكار..
إيش ؟!
إشارة مرور!!!
شكراً شكراً يا ماما.. لقيت الحل .. الحمد لله..
نعم إشارة مرور.. هي بالضبط هي ما أحتاجه!
فما كان من أمي إلا أن خرجت مبتسمة وهي تدعو لي بالتوفيق والعون..
اشارة المرور عادة مكونة من ثلاث إضاءات لونية هي: الأحمر، الأصفر. الأخضر
ماذا لو طبقناها على الأفكار لتكون بالشكل التالي
الأحمر: لكل الأفكار غير المستعجلة، والتي يفترض أن لا تشغل حيزاً من وقتي وتفكيري حالياً..
الأصفر: للأفكار الهامة التي لا زالت توجد فسحة من الوقت لتنفيذها..
الأخصر: للأفكار الهامة المستعجلة التي يجب أن تكون لها الأولوية للتنفيذ خلال اليوم..
نتيجة تجربتي لإشارة المرور
خطرت فكرة الإشارة ببالي منذ عام، ولقد كانت تجربة تنقيذها تجربة شيقة وناجحة بشكل كبير، ويكفي ما قدمه لي اللون الأحمر من خدمة جليلة، حيث قام مشكوراً بمنع العديد من الأفكار – الغير مستعجلة – من التشويش علي.
إضافة لاطمئناني بأنني لن أنسى بعض الواجبات التي أخشى أن تضيع في ظل الزحام الشديد. كما أن اللون الأخضر ساهم بشكل فعال في التركيز على الأعمال الهامة المستعجلة.
آلية تطبيق الفكرة
في العام الماضي استخدمت ثلاث أوراق، لكل ورقة لون، وهي: الأحمر + الأصفر + الأخضر، ووضعت اللون الأحمر على لوح صغير مخصص للأعمال، وفوق هذه الورقة قمت بوضع الورقة الصفراء، ومن ثم الخضراء.
وراعيت ظهور جزء بسيط من اللون الأصفر والأحمر أسفل الورقة الخضراء، بحيث أتذكر وجود أعمال أخرى تنتظرني فلا أتراخى وأتكاسل في تنفيذ أهداف اليوم، وفي الوقت ذاته لم أظهر أي عمل من أعمال الفترة القادمة في هذا الجزء الصغير الظاهر حتى لا أشوش على تفكيري في يومي الحالي.
غير أنني في هذه المرة سأجري تطويراً للفكرة بإذن الله، حيث سأستخدم برنامج تنظيم الأعمال الموجود في جهاز اللابتوب الخاص بي..
وحتى تقوم هذه الإشارة بدورها بفاعلية، لابد من برمجتها بالشكل التالي:
- نبدأ أولاً بكتابة جميع المهام المطلوبة في ورقة خارجية، ونقسم كل هدف لمهام جزئية نوزعها على أوراق بألوان الإشارة حسب الأهمية والزمن المتاح..
- مراعاة جودة التخطيط، فالفشل في التخطيط، يعني التخطيط للفشل.
- الواقعية، فليس من الواقعية تحميل اليوم بما يفوق طاقة الإنسان، لكل إنسان طاقته وطبيعته، لذا حمل يومك بقسط معقول من العمل بحيث تتمكن من إنجازه..
- لا تستخدم هذه الإشارة بشكل يومي! فقط إلجأ لها عندما تفقد السيطرة نتيجة تراكم الأعباء.
- النجاح في تفعيل هذه الفكرة يعني أن النفس تستحق مكافأة، وسيكون مثيراً تحديد هذه المكافأة مبكراً.