فواصل

وصفة الإنضباط لجمهور الكسالى

اليوم الخميس. وحيث أنه لدي متسع من الوقت، فلا أجمل ولا أمتع من أن أقضيه مع كتاب يسليني ويثري ثقافتي.

توجهت إلى مكتبتي لأختار رفقة لهذا اليوم، فوقعت عيني على كتاب ” اصنع شيئاً مختلفاً ” لكنني صرفت النظر عنه، فيوم الأحد لدي اختبار وقراءة مثل هذا الكتاب ستجعلني أحلق في فضاء الابتكارات، وأنا لا ينقصني صرف النظر – أكثر – عن المذاكرة!

آه مني! لطالما كانت الدراسة لها المرتبة الأقل في أولوياتي! ولطالما كنت أعطيها الحد الأدنى من الاهتمام، خصوصاً لانشغالي بعملي، واهتمامي المتناهي بجانب الهوايات، صحيح أن وضعي الدراسي لا بأس به، لكن بالإمكان أن يكون أفضل، ليتني أجد حلاً لهذا الإهمال للدراسة.

وعند هذه النقطة من التفكير، وقعت عيناي على كتاب توسمت فيه حلاً لمشكلتي الأزلية مع الدراسة، وهو كتاب ” الانضباط للكسالى ” لمؤلفه ألفرد هلمن، تعريب: أحمد غازي أنيس.

لقد وصف المؤلف بشكل دقيق حالة الكسالى في تمهيده للكتاب فكان مما قال:

إننا نعاني..

نعاني من مجرد تصور الأمور التي علينا إنجازها.

نعاني لأننا لا نقوم بإنجازها..

فنحن نتألم لأن احترامنا لذاتنا قد تلاشى..

كذلك نعاني من مجتمعنا المحيط بنا..

والمعاناة تسبب التعب..

وعندئذ لن نتمكن من إنجاز أي شيء إطلاقاً!

لكن ما العمل الآن؟

ما العمل إذا كنا نقف- عفواً .. نجلس أمام مهمة علينا إنجازه؟

وربما الأسوأ من ذلك، أننا فعلاً نرغب بإنجازها؟

ألا نغتم لذلك؟

لقد خطوت الآن الخطوة الأولى..

سيساعدك هذا الكتاب على القيام بالخطوات التالية..

وأنا واثق أنك ستتمكن من ذلك..

ثم شرع الكاتب يعرض وصفته للانضباط من خلال عناوين مثل:

- كاتب وموقف

- ما هي مزايا الخمول؟

- الصدفة

- العمل، وما أدراك ما العمل؟

- أنواع العقود

- أنواع العقوبات والغرامات..

لقد استفدت من قرائتي لهذا الكتاب فكرتين مفيدتين، وهما:

الأولى: دع عنك ردود المتكاسلين!

فردّ المتكاسلين يتمحور حول الرفض الصارخ بكلمة ” لا “، والتي تنطلق بشكل مؤكد وبسرعة البرق، قبل أن تتيح للسائل فرصة التقاط أي رد إيجابي، أو حتى إكمال السؤال. إن الهدف من هذه الـ ” لا ” السريعة هي تحاشي أي إزعاج من مجرد وجود أية فكرة عن نشاط ما يمكن أن يداهم الكسول!

والحل هنا بسيط، وهو استبدل ” لا ” السريعة، بـ ” نعم “، لأنك كلما أسرعت بإنجاز ما عليك من واجبات، ولم تنتظر طويلاً محاولاً حماية نفسك منها، فستكون المعاناة أضعف ومدتها أقصر! لأنك لن تضطر لتخيل مدى صعوبتها لفترة طويلة. أضف إلى ذلك الشعور الغامر بالسعادة الذي سيعتري المحيطين بك!

الثانية: ألزم نفسك بعقد صارم!

لديك مهمة ما، وأنت تتجنبها قدر الإمكان، حسناً، كل ما عليك هو إبرام عقد مع طرف آخر بحيث تحدد لنفسك زمناً لأداء المهمة، وأي تفريط في هذا الزمن يعني عقوبة ستقع عليك!

ربما تكون العقوبة مبلغاً مالياً – محترماً – تدفعه لشخص ما، مع ضرورة إعلام الشخص بذلك مسبقاً، وبالتالي ستشعر بالتهديد الذي سيجعلك تترك عنك الكسل جانباً لتحفظ ثروتك من الضياع..

من الأثر الإيجابي لهذا الكتاب، أنه جعلني – بعد توفيق الله طبعاً – أعمل على تنظيم محاضراتي قبل ليلة الاختبار! وهذه حسنة لا يعرفها إلا الكسالى في دراستهم – أمثالي – !

كفانا الله وإياكم شر الكسل ..

ولا أقول إلا كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: ” اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الرجال “

دامت أيامكم حافلة بالعمل والنشاط..

مقالات ذات صلة

اضف رد