فواصل

الكساد زمن المميزين لإقامة شركاتهم الناجحة

من العقول التي تحب أن تقرأ لها، الأمريكي بول جراهام، فهو من النوع الهادئ في كلامه، الصادم في أفكاره، صادم المعتقدات التي غيرها الزمان فلم نشعر بهذا التغير.

بدأت شهرة بول جراهام حين صمم أول تطبيق يعتمد على انترنت (متجر إلكتروني) وباعه لشركة ياهو في 1998 مقابل أسهم فيها (بلغت قيمتها يوما قرابة 50 مليون دولار)، وهو مؤلف له العديد من الكتب، والعديد من المقالات التي تشجع الكل عامة والتقنيين خاصة على بدء شركاتهم الخاصة.

حتى أنه شارك اثنين آخرين في تأسيس مفرخة لتمويل شركات ناشئة، ساهمت في ظهور أكثر من 80 شركة تقدم خدمات ذات علاقة بانترنت، مثل الموقع الشهير ريدت، حتى أن مجلة بيزنس ويك اختارته واحدا من 25 شخصية مؤثرة في عالم انترنت في عام2008.

هذه المقالة لبول جراهام تستحق القراءة, نقلها لنا رؤوف شبايك لنبدأ، يقول بول جراهام:

لماذا تبدأ شركتك الجديدة في الأوقات العصيبة

غني عن البيان مدى إظلام الأزمة المالية العالمية الحالية، حتى أن بعض الخبراء يشبهها بفترة الكساد التي شابت حقبة السبعينات. لكن هذه الحقبة شهدت نشأة شركات مثل مايكروسوفت وابل، وعليه نؤسس أن فترة الكساد لا تمنع بالضرورة من إنشاء شركات ناجحة.

وكذلك لا تعني فترات الرواج رجحان نسب نجاح إنشاء شركة جديدة. الحقيقة العلمية هنا تقول أن حالة الاقتصاد لا تؤثر كسادا أو انفراجا على فرص نجاح شركة جديدة.

كما تعلمنا من تمويل شركات ناشئة عديدة، هذه الشركات تنجح أو تفشل فقط بسبب نوعيات شخصيات المؤسسين لها. نعم، حالة الاقتصاد تؤثر على النجاح، لكن بمعدل بسيط للغاية، يمكن لنا تجاهله بدون قلق.

أي بكلمات أخرى، ما يصنع الفرق الكبير هو من أنت، فإذا كنت الشخص المناسب، فستنجح حتى ولو كنت تخوض في اقتصاد متراجع كاسد. أما إذا لم تكن الشخصية المناسبة، فالاقتصاد الرائج قد لا ينقذك.

إذا كنت تظن أنه بسبب الكساد، فمن الأفضل لك أن تتريث بشأن تأسيس شركتك الخاصة، فأنت تقع في ذات الخطأ الذي وقع فيه من سارع ليؤسس شركة جديدة قبل انفجار فقاعة انترنت التي شهدنا نهايتها في عام 2001 (مثل موقع عربية).

إذا أردت أن تزيد من فرص نجاحك، فكر أكثر فيمن ستختاره شريكا لك، بدلا من التفكير في حالة الاقتصاد، وإذا كنت قلقا من التهديدات المحدقة بفرص نجاح وبقاء شركتك، لا تطالع الأخبار، بل أنظر في المرآة.

لكن، أليس من الحكمة التروي حتى يتحسن الاقتصاد الحالي؟ في حال كنت ستبدأ مشروع مطعم جديد، نعم، لكن إذا كنت تعمل على تقنية جديدة ابتكرتها، فالرد بالنفي.

التطور التقني يستمر بغض النظر عن حالة البورصة، ولذا يجب التحرك بشكل سريع، فالاقتصاد السيئ سيعطي نتائج أفضل لهذه الفكرة. أول منتج قدمته الشركة الناشئة (وقتها) مايكروسوفت كان برنامج للبرمجة بلغة بيسك على حاسوب ألتير.

وهذا ما كان العالم بحاجة إليه في عام 1975، لكن إذا كان بيل جيتس و بول آلن قررا التريث قليلا لبضعة سنوات، لكان منتجهما وصل السوق متأخرا!

بالطبع، لن تكون الفكرة التي لديك الآن هي الأخيرة، فسيكون هناك دائما المزيد من الأفكار الجديدة، ولكن، إذا كان لديك فكرة جديدة محددة تريد أن تستغلها، فافعل ذلك في التو.

هذا لا يعني أن بإمكانك تجاهل حالة الاقتصاد، فكلا الطرفين، المستثمر والمستخدم، سيشعر بالقبضة الخانقة للأزمة. شعور المستخدم بأثر القبضة لا يمثل بالضرورة أي مشكلة، على العكس، يمكنك أن تستفيد من هذا الشعور، بأن توفر للمستخدم طريقة يوفر بها ماله.

الشركات الجديدة عادة ما تقدم طرقا جديدا لتوفير المال، ولهذا السبب فأنت ستكون في موقف أفضل حين يكسد الاقتصاد، خاصة إذا قارنا بينك وبين الشركات الكبيرة.

نكمل بعد فاصل قصير.

مقالات ذات صلة

اضف رد