فواصل

كندل ابتكارأمازون لقيادة السوق

اختراع أمازون الجديد كندل دي اكس، جهاز/ قارئ إلكتروني مكون من شاشة رمادية بحجم ورقة التصوير، تعرض صفحات الكتب الإلكترونية، ويقبع إلى يمينها وأسفلها بضعة صفوف من حروف، فيما يبدو أنه الشكل الجديد الذي ستتخذه الكتب في المستقبل.

لمن فاتته أخبار هذا الاختراع، الأمر ببساطة عبارة عن جهاز إلكتروني نحيف، يعرض لك صور صفحات أي كتاب تشتريه، لتقرأها، وبعدما تنتهي، ربما ضغطت زرا آخر لتعود إلى الفهرس.

كندل ابتكار امازون لقيادة السوق

كندل ابتكار امازون لقيادة السوق

أو كتبت ملحوظة ما عند فقرة أعجبتك، أو ربما ظللتها بلون غامق، وإذا وجدت كلمة انجليزية غير مفهومة جعلت المؤشر يقف عليها ليعرض لك الجهاز الشرح الوفير لمعنى هذه الكلمة.

  • هل تريد تصفح انترنت؟ يقوم الجهاز بذلك. هل تريد إجراء مكالمة، سيقوم بذلك في المستقبل القريب.
  • هل شاهدت إعلانا لكتاب صدر في اللحظة الماضية؟ يمكنك شرائه وتنزيله على القارئ الإلكتروني لتتمتع بقرائته فورا.
  • هل تريد قراءة أي صحيفة شهيرة؟ اشترك فيها وتمتع بقرائتها يوميا بشكل آلي وبدون تدخل منك.

 

شهد يوم 6 مايو 2009  مؤتمرا صحفيا كان بطله الشهير جيف بيزوس مؤسس موقع متجر أمازون، حيث عرض على الحضور بعض المؤشرات والأرقام التسويقية، ما يهمنا منها أن نسبة المبيعات الإلكترونية إلى الورقية من أي كتاب في المتجر قفزت من 14% إلى 35%.

أي أنه لو باع كتاب ما مائة نسخة، لكان 65 نسخة منها مطبوعة، و35 نسخة منها إلكترونية. هذه النسبة تبدو إلى ازدياد سريع، خاصة مع قرب طرح كندل دي في الأسواق.

لماذا كندل؟

كندل ابتكار امازون لقيادة السوق

كندل ابتكار امازون لقيادة السوق

من يبتكر تصنيفا جديدا في السوق، ويتمكن من قيادته والتسويق له، فهذا القائد يبقى قائدا للسوق ومحققا لأكبر الأرباح فيه.

نعم، ربما ظهرت بعض أجهزة القراءة الإلكترونية قبل كندل، لكن من فعل لم يروج لنفسه ولعلامته التجارية بما يكفي، ولا يلومن إلا نفسه من لم يفعل، في حين فعل غيره!

نعم، ليس كندل بالرخيص (سعره يتراوح من 350 إلى 500 دولار) وما يقدمه من خدمات ومزايا ليست بالكثيرة، لكن كذلك كانت أول سيارة فورد، وأول مكنسة كهربائية هوفر، وأول ماكينة حلاقة جيليت، وأول كمبيوتر، وأول راديو، وأول طائرة …

ما أهمية ذلك الأمر بالنسبة لي؟

غني عن البيان مصاعب نشر أي كتاب عربي عبر حدود البلاد، وصعوبة التسويق والترويج والدعاية له، وحتى إذا مر الكتاب عبر كل هذه العوائق، ربما وجدته غالي الثمن، أو ذا جودة متدنية لا تشجع على قرائته.

الآن تخيل موقعا واحدا على انترنت، يحوي أكبر تجمع من الكتب الإلكترونية في العالم، يبيع الكتب بنسبة تخفيض قدرها 35% – في المتوسط – من سعر بيع الكتاب التقليدي. جل ما يلزمك وصلة انترنت وبطاقة ائتمان لتشتري ما تريده من كتب وجرائد ومجلات.

هل هي نهاية الكتاب الورقي؟

بالطبع لا، فحتى اليوم لا زال البعض يهوى الاستماع إلى الاسطوانات الفونوغرافية السوداء ذات الضوضاء الكثيرة، ومن ورائهم من يحب الاستماع إلى شرائط الكاسيت، ومنهم من يستمع إلى أقراص الليزر، لكن الأغلب اليوم يعتمد على مشغل ملفات ام بي3 ليستمع للمحاضرات الصوتية (أو الموسيقى).

لماذا يجب أن نواكب هذه الصيحة؟

 

تخيل أن المستقبل سيحمل تفضيلا للنسخ الإلكترونية من الكتب، لسرعة وسهولة وعظم التربح منها، كذلك الكتاب الإلكتروني يمكن تحديث معلوماته بسهولة، ولا يحتاج لمساحات كبيرة لتخزينه ولا أحبار سامة لطباعته ولا أشجار خضراء يجب اقتلاعها للطباعة على الأوراق المصنوعة منها.

وعلى فرض حدوث ذلك، سنجد رافدا من روافد العلم متوفرا على هذه الهيئة فقط، ولذا من الأفضل لنا أن نتقبل هذا الشكل الجديد ونتعامل معه حتى لا ننعزل عن العالم المتقدم.

ولا يهمنا، نحن خبراء القرصنة

لسان حال أصدقائنا من قراصنة العرب سيكون: الكتاب الإلكتروني عبارة عن ملف كمبيوتر، ويمكنني نسخه بكل سهولة في ثوان معدودة وتوفيره بدون مقابل لأنه علم ولا يجوز كتم العلم. بالطبع هذا احتمال قائم، لكن كذلك من الممكن لأمازون بيع الكتاب الإلكتروني مع تسجيل اسم المشتري فيه.

وعند انتشار الكتاب عبر القرصنة تستطيع أمازون منع دخول هذا الجهاز على متجرها، أو تشفير الملف بحيث لا يظهر بوضوح إلا على جهاز واحد.

أو تضمين خواص إضافية في الملف تجعل من الصعب التمتع بقرائته على الكمبيوتر، وتجعل من الصعب رفعه على القارئ الإلكتروني. نعم، سيبقى النزاع الفكري ما بين القراصنة وبين الناشرين ربما إلى الأبد.

ماذا تريد منا الآن؟

سؤال على لسان رؤوف شبايك كاتب المقال، دائما ما وجدت بعض الآراء التي تتهم العرب أنهم لا ينظرون إلى بعيد ولا يفكرون في المستقبل غير القريب، وهذه المقالة رد عملي على مثل هذه الإدعاءات.

على الجهة الأخرى، ليس الأمر وكأني رأيت الغيب وجئت لأحكي عنه، بل هو توقعي الفردي، وربما أصاب وربما لم يصب، وما هي إلا اجتهادات غرضها الحكمة والتعلم.

حتى الآن، يجب على من يريد شراء كندل من متجر أمازون أن يكون لديه بطاقة ائتمانية ذات عنوان أمريكي وإلا رفض الموقع بيع الجهاز.

لكن هذا القارئ الإلكتروني سيكون بلا قيمة عربية بدون كتب عربية.

ان السوق الأمريكية فيها عرب كثيرون، وكذلك الحال في أوروبا، وهؤلاء قادرون على شراء كتبك، وكذلك بعد حين في البلاد العربية، حيث انتشار انترنت إلى ازدياد سريع.

ما يعني أن لديك سوق واعدة وافرة مبشرة، سوق متشوقة للكتاب العربي الإلكتروني، ومرة أخرى، من سبق إلى السوق قاده وربح منه بوفرة.

الآن، ما هو توقعك لمستقبل كندل والكتاب الورقي؟ لكن الأهم دائما هو لماذا توقعت ذلك؟

مقالات ذات صلة

اضف رد