فواصل

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

هناك فرق بين قابليه الإستخدام وتجربه المستخدم ففي السطور القليله القادمه سوف أشرح لك بالتفصيل كيف ان الإعتماد الكلي يكون علي سهوله الإستخدام بالنسبه للمستخدم في المقام الأول وتلبيه كل إحتياجاته وليس الهدف الأساسي هو المظهر أو الشكل

سأبدأ بشرح الفرق باستخدام شيء من حياتنا اليوميّه: أكواب شرب القهوة

سأقارن بين ثلاثة أكواب سنستخدمها لشرب القهوة الصباحية على سبيل المثال.

الكوب الأول:

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

 كوب جذّاب نوعاً ما (يعتمد على ذوقك)، ولكن هناك مشكلة في قابلية استخدامه (أو سهولة استخدامه)، وهو حامل الكوب. ماذا لو كانت أصابعك أكبر من الفتحات؟ ماذا لو كانت أصغر بكثير؟ وفي كل الأحوال، سيضّع الكوب ثقله على اصبعين فقط، ممّا يعني أن هناك مشكلة في تصميمه وقد لا تفضّل استخدامه يومياً (أو نهائياً حتى) لان تجاربك معه ستكون سيئة.

الكوب الثاني:

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

كوب تقليدي ذو حامل مناسب، يمكنك حمله باستخدام جميع اصابعك. ومع أن الكوب يساعدك بالقيام بمهمّتك (شرب القهوة) بكل أريحيّة وسهولة، الا انه لا يوجد أي شيء يميّزه، مما يعني ان تجربتك معه عادية جداً، ومن المؤكّد انك لن تلقي له بالاً عندما يُكسر، وذلك لانك ستجد بدائل كثيرة له.

والآن لنرى الكوب الثالث:

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

يبدو أقرب للكوب الثاني، ولكنه مغطى تماماً بالبن مما يجعل شكله مميزاً.

اختلاف تصميمه ليس ما يميّزه فحسب، فالبن سيذكرك بعبق وطعم مشروبك الصباحي المفضّل بمجرّد النظر اليه (على افتراض ان مشروبك المفضل هو القهوة)، وقد يطوّر من استمتاعك عند شرب القهوه حيث يبدو وكأنه بن حقيقي يدعم طعم قهوتك. شكل الكوب أيضاً مميز كما ذكرت، مما يعني انه سيلفت الانظار اليك، ولن تجد مثله بسهولة في حال كسره أو فقدانه مثلاً.

ما الفرق بين الكوب الثاني والثالث؟ الكوب الثالث لا يخاطب عقلك فقط (سهولة الاستخدام)، وانما يخاطب مشاعرك أيضاً (جمال التجربة).

وبغض النظر عن اتفاقك معي في كون الكوب الثالث هو الأفضل ام لا، ما أرغب في ايصاله هو ان المنتج أو الموقع المميز هو الذي يخاطب عقلك (قابلية الاستخدام) ومشاعرك (تجربة المستخدم) في الوقت ذاته.

عودة لمواقع الانترنت: لنأخذ كمثال موقع الدكتور جيكوب نيلسن، احد روّاد مجال قابلية الاستخدام:

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

سهل الاستخدام وكل شيء يبدو واضحاً، ولكنه في نفس الوقت يبدو شكله مقرفاً! فالتصميم بدائي جداً ولن يجده أي شخص جذاباً أو محبّباً للنفس.

في المقابل، موقع احدى شركات التصميم، سلس وسهل الاستخدام أيضاً ولكن لاحظ الفرق في طريقة العرض:

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

 

شخصياً أجده تصميماً جذّاباً، وحتى الاشياء البسيطة مثل تصفّح الموقع تبدو أكثر متعة في تصميم كهذا.

تجربة المستخدم على موقع انترنت ليست فقط مرتبطة بجمال تصميمه وسهولة استخدامه وجودة محتواه وسلاسة اداء المهام به، بل حتى بسرعة خدمة الموقع والدعم الفني (ان وجد) واي شيء آخر يرتبط بالموقع، بينما قابلية الاستخدام ترتبط بالكفاءة التي يستطيع الزائر او المستخدم القيام بمهام معيّنة في موقع ما دون الوقوع في اخطاء فقط.

لاحظ انه بما ان تجربة المستخدم تعتمد على الكثير من العوامل، فمن الممكن ان تكون تجربتك جيده في موقع قابلية استخدامه سيئة. القي نظره على موقع “كوووره” على سبيل المثال وستجد ان تصميمه “زحمه”:

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

الفرق بين قابلية الاستخدام وتجربة المستخدم

ولكن مع ذلك يحصل على عدد مهول من الزوّار بسبب جودة محتواه. شخصياً أزوره دائماً أوقات المباريات حيث انه يحدّث نتيجة المباراة أولاً بأول خلال وقت المباراة، وهو ما يحببني في الموقع مع وجود مواقع افضل منه من ناحية السهولة وجمال التصميم.

هل يعني هذا كله عدم أهمّية قابلية الاستخدام بما انها عامل واحد فقط يساهم في تطوير تجربة المستخدم؟ بالطبع لا. سوء تصميم موقع كوووره على سبيل المثال يعتبر نقطة ضعف كبيرة يمكن لأي منافس استغلالها لانشاء موقع أفضل بكثير منه.

اذا أردت ان تصل بموقعك لأقصى ما يمكنك الوصول اليه، فيجب ان تراعي قابلية الاستخدام و تجربة المستخدم، وهذا ما لا نجده في أغلب المواقع العربية للأسف.

ارجو ان اكون قد وفّقت في شرح الفرق بين الاثنين.

لديك اسئلة او اضافت؟ لا تتردّد بكتابتها في التعليقات.

مقالات ذات صلة

اضف رد