فنان مسكون بالخط العربي، فهو يرسم كل أعماله بالخط العربي
عندما تقف أمام لوحات الفنان التشكيلي الأردني أحمد أبو العدس فلن تستغرق وقتا طويلا لتكتشف أنه فنان ينتمي إلى مدرسة تشكيلية مختلفة، فعلى وقع قصائد المتنبي وأبي فراس الحمداني وأحمد شوقي وغيرهم من عظماء الشعر العربي ينسج أبو عدس من حروف اللغة العربية أعمالا فنية تبحر بالمتلقي إلى سحر الشرق وأجواءه المفعمة بالروحانية.
الفنان التشكيلي الأردني أحمد أبو عدس افتتح مساء الأحد بغاليري تلال معرضه الشخصي الخامس في مسيرته التشكيلية والثالث له بدولة الكويت، وقد ضم المعرض 21 لوحة مختلفة الأحجام والموضوعات ولكن تجمع بينها تيمة واحدة وهي أنها رسمت بالخط العربي.
خطاط بدرجة فنان
من الوهلة الأولى تؤكد لوحات أبي عدس أنه فنان مسكون بالخط العربي، فهو يرسم كل أعماله بالخط العربي وبالتحديد خط الثلث، ورغم أنه من أصعب الخطوط العربية من حيث قواعده وموازينه لكنه يمتاز بمرونة التطويع التي يتقنها هذا الفنان. أبو عدس يطوع حروف اللغة العربية فيبدع لوحات تشكيلية يتغنى من خلالها بقصائد المتنبي وأبي فراس وشوقي وغيرهم من الشعراء العرب، فعلى كل لوحة ستجد بصمات قصيدة محفورة في الوجدان العربي، فحروف قصيدة «أراك عصي الدمع» لأبي فراس ستجدها منثورة على لوحة «الشرق1» وعلى لوحة الشرق 2 يتغنى بقصيدة المتنبي الخالدة «على قدر أهل العزم تأتي العزائم»، ويحول أبيات إبراهيم طوقان «لا تسأل عن سلامته..روحه فوق راحته» إلى لوحة بعنوان «الدمع» وينثر حروف قصيدة أحمد شوقي الشهيرة «نهج البردة» في لوحة الرحمة.
لوحات مفعمة بالروحانية
ستلمح في لوحات أبي العدس الكثير من الروحانية من خلال الاستعانة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية مثل لوحته عن الخيل التي رسمها بحروف كلمة «الصافنات» كما ينسج من آية «والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين» من سورة يوسف لوحة تتغني بالحرية.
لوحات المعرض لا يجمعها موضوع محدد فلكل لوحة موضوعها، ولكن ما يجمعها هو القصيدة العربية التي حولها أبو عدس بالخط العربي إلى لوحة، فاللوحة لديه هي مزيج من القصيدة والخط والألوان، وقد استخدم في لوحاته الحبر الملون على الورق الأسود فمنحه تأثيرا وتكنيكا جميلين، كما يطغي على لوحاته الألوان القوية المفعمة بالقوة والحيوية والأمل مثل: الأخضر والأحمر والأزرق.
رسم القصيدة بالكلمات
يقول أبو عدس عن معرضه الجديد وعن أسلوبه الفني المميز: ورغم أن الرسم بالخط العربي غير شائع لكنني اتخذته أسلوبا لي منذ البداية، لأنني أردت أن تكون لي بصمة خاصة بي في مجال الفن التشكيلي، كنت أمتلك موهبة الرسم ثم درست الخط العربي وأتقنته وأصبح الأسلوب الذي أتميز به في لوحاتي هو الرسم بالخط العربي.
أحب الشعر القديم للمتنبي وأبي فراس وشوقي وغيرهم من الشعراء، وأحفظ تلك القصائد العظيمة التي مازالت باقية في الوجدان العربي، وأحول هذه القصائد إلى لوحات وأرسم كائناتها من المرأة والخيل وغيرهما بالحروف العربية. وفقا لما نشر بصحيفة القبس .
مستفيدا من مهارته في الخط العربي حقق الفنان التشكيلي الاردني احمد ابو العدس تقدما ملحوظا من خلال 21 لوحة مختلفة الاحجام والموضوعات ولكن جمعها شيء واحد وهو الرسم بالخط العربي وقام ابو العدس بعرض لوحاته في معرضه الشخصي الخامس في غاليري «التلال».
وقال ابو العدس عن معرضه:
«استخدمت في المعرض الخط العربي لانه من الفنون الجميلة التي لها تراث عريق، والفنون التشكيلية تقوم على اسس معينة تبدأ بالنقطة والخط والمساحة والحجم واللون والضوء والتكرار والتماثل والتوازن، والخط العربي يحقق كل هذه الاسس لان الحرف العربي هو عبارة عن كتلة تتحرك في فراغ».
واوضح ابو العدس انه نظم المعرض بعد ان لاحظ قلة معارض التشكيليين، اذ يسعى للخروج من نمطية المعارض، مشيرا الى ان اكثر ما يميز هذا الفن هو المساحات الواسعة من الحرية التي يتيحها هذا النوع من الفن في مزج عدد من الخدمات في لوحة واحدة.
والمتأمل في لوحات ابو العدس يرى لمسة ابداع خاصة المعادلة الصعبة تطل واضحة في كل لوحة من اللوحات، اذ نرى دمجه بين الخط والصورة في علاقة تبعث شعورا سارا بالمتعة، بالاضافة الى تنوع اعماله بين الرسم على الورق، والكانفس، وحفر الخشب، وقد حقق من خلالها المعادلة الصعبة التي يجتمع في طرفيها الخط العربي وفن الرسم، حيث شكل ابو العدس الحروف العربية وسرعان ما نسجها في اعمال فنية زينت بأشعار أبي فراس الحمداني والمتنبي وغيرهما من الشعراء.
وقد جسدت تلك الاعمال بحثا فنيا بالنسبة للفنان، اذ يلاحظ انه استخدم الاشعار والعبارات كوسيلة للتعبير ونقطة مركزية في التكوين العام للوحة ويكتمل هذا التكوين بمساحات هندسية لونية تخدم البناء الفني للعمل وتثير الكثير من التساؤلات والآراء حول الأعمال. وفقا لما نشر بصحيفة الوطن.
