فواصل

التسويق بين مزايا السلعة ورضا العميل؟

من يدرس التسويق على أنه هواية، ويتعلمه بحب، سيتعلم مع الوقت أن علم التسويق لا يعرف الجمود، فما ينفع اليوم لن ينفع غدا، وصحيح اليوم خطأ الغد، كما وأن التسويق يحتاج لإعمال العقل، لا الحفظ والتخزين.

بالطبع، يعلم المهتمون بالتسويق عن المزيج التسويقي، أو العوامل التسويقية الأربعة التي تبدأ كلها بالحرفP في اللغة الانجليزية.

على أن أستاذ الإعلان والتسويق روبرت لوتربورن كان له رأي آخر، أعلنه في ورقة بحث قدمها في عام 1990، رأى فيها أن الوقت قد حان لتقاعد المزيج التسويقي القديم، مفسحا المجال أمام مزيج رباعي آخر، تبدأ عناصره بحرف C الانجليزي.

 

على أن البعض سيقلل من شأن هذه الرباعية الجديدة، والبعض سيؤكد أن العالم لم يهتم بها كثيرا ولذا لم تشتهر، لكنها تبقى في نهاية الأمر معبرة عن وجهة نظر وجيهة، ويجب على محب التسويق الإلمام بها، وأراني مقتنعا أن عالمنا العربي بدأت أسواقه تنضج، بشكل يجعل المزيج الجديد قابلا للتنفيذ.

 

للتذكرة، نعيد سرد المزيج التسويقي:

المنتج Product وهو صنع/إنتاج/تقديم ما يرغب فيه المستهلكون/العملاء/الزبائن (فعليين ومحتملين)

المكان Place وهو تقديم ما يرغبون فيه من خلال الطرق والسُبل التي يريدها أولئك المستهلكين (قنوات التوزيع – والتي عبرها ينتقل المنتج/الخدمة من موفرها إلى مستهلكها)

الدعاية Promotion وهو إعلام أولئك المستهلكين بتوفر ما يرغبون فيه لديك (دعاية-إعلان-تغليف-عروض خاصة-علاقات عامة..)

السعر Price وهو توفير ما يرغبون فيه بالسعر/المقابل المادي الذي هم مستعدون لدفعه (المناسب لهم)

 

في المنظور الجديد، تتحول الرباعية القديمة إلى التالي:

 

المنتج Product  يتحول ليصبح  Customer needs and wants أو حاجات ورغبات العميل. لم تعد المعادلة مبنية على فرض ما يمكنك صنعه على العميل من أجل شرائه، مثلما كان الحال في الماضي، عبر إقناع العملاء المحتملين بمزايا ما تبيعه.

 

المكان Place يتحول ليصبح  Convenience أو ملائمة حاجات ورغبات العميل، وأن تقدم ما يحتاجه العميل في الوقت الذي يناسب العميل، وبالشكل الذي يريحه. لم يعد العميل بحاجة للذهاب إلى السوق، أو دفع نقود، فمع انترنت ومع بطاقات الائتمان، لم يعد أحد مضطرا للذهاب إلى أي مكان للشراء.

 

الدعايةPromotion  تتحول لتصبح  Communication أو الحوار والعلاقة الثنائية، فلم يعد الأمر حوارا من طرف واحد عبر إعلانات عمياء، بل تحول إلى حوار ثنائي عبر الاستماع إلى آراء العملاء وتعليقاتهم على المنتج/الخدمة المقدمة لهم وعلى وسائل الدعاية والإعلان والتغليف.

 

السعر Price  يتحول ليصبح  Cost to the user أو تكلفة إسعاد العميل وتلبية طلباته. لم يعد الأمر مقصورا على تكلفة شراء الساندوتش، بل تعداه إلى تكلفة الانتقال إلى المطعم، وتكلفة ركن السيارة، وسهولة الوصول إلى المطعم.

كذلك، الشعور بالذنب لدى العميل إن لم يأخذ أولاده وأهله في فسحة ونزهة، وكذلك تكلفة الوقت اللازم لتناول الطعام، وراحة العميل أثناء جلوسه في هذا المطعم. لم يعد قرار الشراء محصورا على الدرهم والدينار فقط.

 

أو يمكن إيجاز الأمر بالقول أن المزيج القديم كان يركز كثيرا على السلعة/الخدمة المقدمة، في حين يركز المزيج الحديث على العميل وترفيهه وإسعاده.

 

مقالات ذات صلة

اضف رد