فواصل

تخلّ عن أهدافك!

تعودنا دائما أن نعلي من قيمة المثابرة و عدم التخلي عن الأهداف.. و ترسخ في داخلنا أن الناجح هو من لا يستسلم أبدا. لكن.. هل هذا صحيح؟ في دراسة جديدة , وضع العلماء مفهوما جديدا لدراسة النفس البشرية, فبدلا من التركيز على العقد و مركبات النقص و القصور في النفس البشرية , بدا العلماء يركزون على عوامل التفوق, التي تجعل الإنسان ناجحا و متفوقا في حياته. اليوم ساحدثكم عن قوة, موجودة في داخل كل منا.. و لابد لنا أن ننميها كي نصبح ناجحين في الحياة. هذه القيمة العظيمة هي:

-قوة التخلّي عن الأهداف !

تهاجر طيور “خطاف البحر القطبي” لمسافات طويلة جدا (تصل إلى 70 ألف كيلومتر!).. وتظل في الجو لأيام متواصلة, إلى أن تصل إلى وجهتها. قام احد العلماء بتجربة لطيفة.. وقف على سطح مركبه و راح يلوح بسمكة رنجة لسرب الطيور المهاجرة فوق البحر, والتي أنهكها الجوع و العطش من طول السفر دون راحة.. إلا أنه وجد نتيجة شديدة الغرابة. لقد تجاهلته الطيور تماما.. ظلت في طريقها و كأن شيئا لم يكن! فهم العلماء أن الكائنات المهاجرة, تتمتع بقوة التخلي عن الأهداف شديدة الإغراء (الراحة و الغذاء) في سبيل هدف أكثر أهمية, و هو توفير الطاقة و الوقت, من أجل الوصول إلى الوجهة النهائية حيث الراحة و الغذاء الأكثر استقرارا ووفرة! كي تحقق هدفك الكبير, لابد أن تتحلى بقوة الإرادة لتتخلى عن عشرات الأهداف الأخرى. هذا هو ثمن النجاح. كي تحصل على درجات عالية في الامتحان , لابد أن تتخلى عن الإنترنت و مشاهدة التلفاز و الخروج مع الأصدقاء و السهر لوقت متأخر……إلخ كي تنجح في إنقاص وزنك, لابد أن تتخلى عن الشيكولاته و الجاتوه و الكنافة و المحشي و الأرز…..إلخ لو أردت أن تهاجر, لابد أن تتخلى عن ذكرياتك و صداقاتك و جو أسرتك…..إلخ لكل نجاح ثمن.. و لا يمكن دفعه إلا مقدمًا. لكن..كيف يمكننا أن نفعل هذا ؟ أعني: ما الذي يجعل الشخص متمسكا بهدفه , لدرجة تخليه عن عشرات الأهداف المغرية الأخرى؟ أليس هذا صعبا؟
-قوة المثابرة:
كلما كان الهدف عظيما , كلما احتاج المزيد الوقت لتحقيقه. الأهداف طويلة المدى تحتاج إلى المثابرة أكثر من الأهداف الصغيرة التي من الممكن تحقيقها في ثورة الحماس.. الأهداف الكبيرة تحتاج لوقت طويل و مجهود كبير و تضحيات كثيرة. كي تتمسك بهدفك و تكون قادرا على التضحية و المثابرة من أجل تحقيقه, لابد أن يتوفر في داخلك:
1- حب الهدف

أن يكون هذا الهدف مهم بالنسبة لك.. يجب أن تنمي في داخلك الرغبة المشتعلة لتحقيقه لأنه يعني لك الكثير. لو لم تكن تحب الهدف و تقدّره و تعترف في داخلك أنه هدف رائع و عظيم و أنك ملتزم بالتمسك مهما كلفك الأمر , ستنحرف عن

هذا الهدف عند أول إغراء..ستضيع وقتك في اي هدف جانبي قصير الأجل لا يحقق لك نجاحا حقيقيا.

2- الإيمان بإمكانية تحقيقك للهدف
لو كنت تحب الهدف, لكن تعتقد أنه مستحيل أو أنك غير جدير به أو أنك لن تستطيع تحقيقه, فإنك ستيأس و تترك هذا الهدف. يجب أن تثق بقدرتك على تحقيق الهدف ..أو على الأقل أن هذا الهدف قابل للتحقيق أساسا.. لا تقل لنفسك ان هذا مستحيل أو انك لن تستطيع .. فهذه الأفكار هي ما يدفن الأحلام و يجعل حياتنا رتيبة دون قيمة أو هدف. كن واثقا من إمكانية تحقيق الهدف.. فلا شيء مستحيل في هذه الحياة , إلا ما نعتقد نحن أنه مستحيل.
كن طموحا.. احلم بهدفك الكبير و ثق بأنك قادر على تحقيقه.. و تحل بالقوة الكافية , كي تدفع ثمن هذا النجاح.
و إلى أن نلتقي تذكروا دائما: أننا نعيش في هذه الدنيا مرة واحدة فقط فلماذا لا تكون أروع حياة ممكنة؟

مقالات ذات صلة

اضف رد