فواصل

ستة مبادئ والنجاح إليك أقرب

جون برادبيري
رائد أعمال ومدرّب ومدير لشركته الاستشارية الخاصة

ما الذي يميّز مغامرات الأعمال الناجحة عن تلك الكومة الكبيرة (أكثر من النصف) من الأعمال الناشئة التي تنتهي إلى الفشل؟ بعد إجراء بحث موسّع توصّلت إلى أنّ الإجابة تتوقّف على عاملٍ ذي حدّين: عامل الشغف أو الاندفاع والحماسة.

ولعلّ المبادئ التالية تساعد الروّاد المتحمّسين المندفعين في اغتنام كل الجوانب الإيجابية لشغفهم وتجنّب أن يتحوّل هذا الشغف إلى مصيدة تعرقل نجاحهم:

1- حضّر نفسك كمؤسّس
في كثير من الأحيان يبادر الروّاد فيقفزون قفزاً في مغامرتهم قبل التفكّر فيها كما ينبغي. لتحسين استعدادك للنجاح كمؤسس شركة ناشئة يجب عليك توجيه نظرٍ استقصائي أمين إلى نفسك كمؤسّس قبل أن تقفز.

الخطوة الأولى: وضّح مبرّراتك وأهدافك. لماذا تقوم بهذا؟ ما الذي ترجو تحقيقه؟
الخطوة الثانية: تفهّم شخصيتك الريادية. ما الذي يجعلك تتحرّك وتعمل كما ينبغي؟ وانطلاقاً من هذه الإجابة ركّز على طرقٍ لتعظيم وتثمير مهاراتك، وأصولك، ومواردك، وعلاقاتك.

2- ثبّث نظرك على السوق وليس على فكرتك
الشغف ظاهرة داخلية، ولكنّ كلّ مشاريع الأعمال الصحيحة إنّما تنبت بذورها وتمتد جذورها خارج المؤسّس: أي في السوق. كي تفلح في تحويل شغفك إلى ربح عليك بتوجيه تركيزك إلى السوق. دائماً وأبداً: فكّر بعملك من منظور العملاء الذين تريد خدمتهم، تعرّف على أسواقك: تفهّم احتياجات وتفضيلات مستهلكيك الرئيسيين، واجعل خطواتك العملية ملائمةً للفرصة السوقية المتاحة بأن تضع أولوية عليا لتجربة عميلك ولتصوّره الخاص للقيمة.

3- تأكّد من أنّ شغفك يكمّل الصورة..
ينزع الروّاد المندفعون بحماسة إلى رسم خطط وردية مبالغة في توقّع النتائج الكبيرة، فتجدهم يغالون في توقّعات المبيعات الأوّلية المتوقّعة ويقلّلون من التكاليف. لتحويل شغفك إلى قيمة ملموسة في ميزان الشركة العمل عليك بتوجيه تركيزٍ إضافيّ أكبر على التخطيط ولغة الأرقام.
اكتب خطةً يتجسّد فيها ماليّاً تفهّم ومراعاة الاحتياجات الحالية والأهداف المستقبلية لشركتك الناشئة. رتّب روايةً مقنعةً بلغة الأرقام توضّح في حبكتها كيف ستجتمع عناصر مشروعك معاً بطريقة مولّدة للربح على مدىً طويل. تناول مسألة التمويل الحيوية: أية موارد تحتاج وكم ومن أين؟

4- نفّذ بمرونة مركّزة
ليس لأي قدر من من التخطيط لابتداء مشروع العمل أن يتنبّأ بالتحوّلات والانعطافات الحادة التي يفرضها الواقع. حتّى تنجح، لا بدّ لمغامرة الأعمال الجديدة من امتلاك هاتين الخاصيّتين معاً: التكرارية المنضبطة، والرشاقة وسرعة التكيّف.
عليك تأسيس عملية مستمرة تترجم الأفكار إلى تصرّفات ونتائج، ويتبعها تقويم. وعليك اختبار وتعديل أفكارك في أبكر ما يمكن. واعمل باستمرار على تحسين التلاؤم بين فكرتك الكبيرة وبين واقع السوق.

5- ازرع وارع التواصل الصادق الصريح
إنّ الاعتناق المتحمّس لفكرة يمكن أن يمضي بتفكير المرء ومشاعره إلى تشويه حقائق الواقع. وهكذا قد تجد الروّاد الطموحين لا يرون إلاّ ما يريدون رؤيته، ويعتمدون على شعورهم الخاص بالرضا عن شؤون مغامرتهم كمؤشّر أوحد على نجاحها وصحة مسارها. لتجنّب هذه المخاطر التزم بالتبادل الصريح المجرّد للوقائع والحقائق ورحّب ترحيباً بالمناقشة الصحيّة وحتّى بالجدالات المتطرّقة لأشدّ الجوانب حساسية منذ الخطوات الأولى لشركتك الجديدة. التزم ببناء المهارات الأساسية لتواصل رفيع التميّز بالوضوح والمصداقية: الاستكشاف، والتواضع، والصراحة، والتمحيص.

6- ابنِ قوة الاحتمال وطاقة البقاء
بعد وضع العوامل المساهمة جانباً، فإنّ فشل معظم الشركات الناشئة يرجع إلى استنفاد رصيدها من المال أو الوقت. لتطويل أو تقوية مسار إقلاع شركتك، هدّف إلى الانطلاق قريباً من العملاء (مثالياً العملاء الموسرين الذين تمتلك إقبالهم الآن) واجمع من الرصيد الماليّ أكثر ممّا تتصوّر أنك تحتاج.
ركّز على بناء قوة استمرار شخصية. إنّ طاقة الاندفاع والاستمرار الريادية ليست مسألة رفض الانسحاب وحسب، بل هي قائمة في التعلّم والتحسين المتواصلين.

الخلاصة: أكثر الروّاد نجاحاً هم أولئك الذين تعلّموا استخراج واستثمار أفضل ما في شغفهم وحماستهم ويحرصون في الوقت نفسه على منعها من تشويه أو تحديد ساحة إبصارهم أو تحرّكهم.

إن كنت تطلق فكرتك الجدية التالية أو تدرسها فإن بإمكانك تعظيم فرص نجاحك بالتزامك بالمبادئ التالية:
1- إعداد نفسك.
2- تجذير فكرتك للعمل في واقع السوق.
3- توجيه اهتمام لصيق إلى الصحّة المالية لمشروعك.
4- البقاء مرناً متكيّفاً مع المعطيات الجديدة.
5- الترحيب بكل الأخبار والآراء الحلوة والمرة، المسايرة والمعاكسة.
6- مواصلة البحث عن طرق للاستمرار في اللعبة إلى أن يتحقق الفوز فيها.

مقالات ذات صلة

اضف رد