فواصل

موضوع قد يغيّر نظرتك لأزرار الأجهزة

سوف أتحدث في هذا الموضوع حول الأزرار بالنسبه للمستخدم كيف يراها وكيف يتعامل معها وما هو الشكل اللائق لعملها لكي تكون أسهل بالنسبه للمستخدم

ما أثار اهتمامي في هذا الموضوع هو طريقة تغيير اعدادات شاشة الكمبيوتر الخاص بي في العمل. لكن قبل أن اتحدّث عن تلك النقطه، دعنا نلقي نظره على الأزرار التي نجدها في الشاشات التقليدية لاجهزة الكمبيوتر:

موضوع قد يغيّر نظرتك لأزرار الأجهزة

موضوع قد يغيّر نظرتك لأزرار الأجهزة

كما ترى تحتوي هذه الشاشة على 5 أزرار:

  • زر تشغيل الشاشة
  • زر موجب (+)
  • زر سالب (-)
  • زر القائمة
  • زر الرجوع الى الخلف

بعض الأزرار هنا مبهمه ولا يمكنك تمييز وظيفتها. ماذا سيحدث عندما اضغط ازرار السالب والموجب؟ هل سيتم تغيير درجة الصوت؟ ولكن الشاشة لا يوجد بها سماعات! ماذا لو ضغطت زر القائمه ورغبت في تصفّحها، هل زر الموجب يعني التحرّك الى الأعلى أم الأسفل؟ ما فائدة زر الرجوع بما انه لا يعمل أساساً قبل أن افتح القائمه؟

كما ترى هناك مشكلتين في هذا النوع من واجهات التحكّم:

  • هناك أزرار قد تعني شيئاً في سياق معيّن ولا تعني شيئاً في سياق آخر (أزرار الموجب والسالب تعني شيئاً عند فتح قائمة التحكّم بالصوت أو السطوع، ولكنها لا تعني شيئاً – مثل الأسهم مثلاً – عندما ترغب في استخدامها لتصفّح قائمة الاعدادات).
  • بعض الأزرار قد لا تعمل في سياق معيّن (زر الرجوع لا يعمل قبل فتح القائمة أولاً) مما يجعل وجودها في تلك الحالة يحيّر المستخدم بما انه كلما كثرت الازرار كلما اضاع المستخدم وقته في محاولة التعرّف على وظيفتها.
  • حتى عندما تعبث في الأزرار قليلاً لتكتشف وظيفتها في كل قائمه، ستنساها حتماً في ما بعد (بما انك بلا شك لن تستخدم جميع أزرار الجهاز يومياً) وتضيع المزيد من الوقت في محاولة تذكّر ما يقوم به كل زر.

عودة لشاشتي: لاحظت اليوم ان الشاشة التي استخدمها في العمل تحل هذه المشكله بطريقة مثيره للاهتمام، فالشاشه تحوي نفس العدد من الأزرار الموجود في الشاشة السابقة (4 أزرار + زر التشغيل)، لكن الأربع أزرار الاضافية هنا منقّطة ولا يوجد عليها أي أيقونة تدل على وظيفتها:

موضوع قد يغيّر نظرتك لأزرار الأجهزة

موضوع قد يغيّر نظرتك لأزرار الأجهزة

لم أفهم ما تعني تلك الأزرار، فقمت على سبيل التجربة بالضغط على احداها فظهرت لي قائمة ملاصقه للأزرار وبنفس اللون الأسود، وكأنها امتداد للأزرار الموجودة في الشاشه، ما يعني ان كل زر سيختار الخيار الذي يقابله، مثل فكرة أجهزة الصرّاف تقريباً:

موضوع قد يغيّر نظرتك لأزرار الأجهزة

موضوع قد يغيّر نظرتك لأزرار الأجهزة

وتتغيّر تلك الاختيارات حسب نوعية الاعدادت التي تقوم بالدخول اليها. فهذه على سبيل المثال اعدادات التباين و السطوع:

وهذه اعدادات اختيار نمط للشاشة:

موضوع قد يغيّر نظرتك لأزرار الأجهزة

موضوع قد يغيّر نظرتك لأزرار الأجهزة

أعجبتني كثيراً هذه الطريقة، فهي تحل جميع المشاكل التي ذكرتها في أزرار الشاشة السابقة، فتظهر لك الخيارات دائماً بشكل واضح بجانب أزرارها، ولا تظهر لك الا الخيارات التي تحتاجها في تلك اللحظه، ولا تحتاج في كل مره الى تجربة كل زر لتتذكّر الوظيفة التي يقوم بها.

بالمناسبة، جوّالات شركة نوكيا أيضاً تقوم بربط الخيارات بالأزرار عن طريق الشاشه منذ فتره طويله (كما قامت به شاشتي في العمل):

لكن – كما اعتدنا من نوكيا – مع ان الحل موجود الا ان التنفيذ لم يكن جيداً، فالاختيارات ليست مرتبطه شكلياً بالأزرار بشكل واضح مثل مثال الشاشة، واعتقد ستكون أفضل لو كانت خلفية الاختيارات الموجوده (Menu و Camera في الصورة) ذات خلفيه سوداء، حتى تبدو وكأنها جزء من أزرار التحكّم أسفلها وليست منفصله عنها.

الجهاز الذي قمت بتصويره في هذا المثال هو نوكيا E72، وهو مليء بالأزرار كما ترى:

أتعرف ماهي الشركة التي تكره الأزرار؟ انها شركة أبل (Apple)، فهي تخلّصت عنوة من جميع الأزرار التي تجدها عادة في اجهزة الجوّال لسببين:

  • كثرة الأزرار قد تخيف المستخدمين العاديين (الغير تقنيّين) وتجعل الجهاز يبدو لهم أكثر تعقيداً.
  • هناك بعض الأزرار التي لا تحتاج فعلياً الى استخدامها أو حتى رؤيتها في كثير من الحالات (كما في مثال الشاشة التقليديه). مثلاً الزر الخاص بمسح النصوص لن يعني شيئاً عند قيامك بمشاهدة مقطع على جهازك الجوال أو لعب لعبه. بالاضافة الى انك قد تضغط احدى تلك الأزرار الموجوده في الجوّال عن طريق الخطأ وتأخذك الى تطبيق لم ترغب في الذهاب اليه أساساً.

لذا اكتفت “أبل” في جهازها الآيفون بالأزرار الضرورية فقط: زر للعودة الى القسم الرئيسي للجوال، زرّين للتحكّم بالصوت، زر لتحويل الجوال الى الوضع الصامت و زر لاغلاق شاشة الجوال (أو اغلاق الجوال عند الاستمرار بالضغط عليه). فجميع هذه الازرار قد تحتاج اليها في أي وقت بغض النظر عن ما تقوم به. ولهذا السبب أعتقد انك لن ترى لوحة المفاتيح في أي جهاز الآيفون نهائياً. قد يبدو ذلك قراراً غبياً للوهلة الأولى، ولكن لا تنس أن هناك نسبة كبيرة من الناس غير لا تملك خبره تقنية كافيه للتعامل مع الاجهزه بشكل عام، بغض النظر عن اعمارهم.

مشكلة “أبل” مع الأزرار ليست مرتبطة بالجوالات فقط، بل تمتد الى جميع منتاجتهم، من ضمنها جهاز التحكم عن بعد (الريموت). فالريموت التقليدي مليء بالأزرار الكثيرة، منها ريموت التلفزيون الخاص بي:

الريموت التقليدي يوفّر الكثير من الأزرار في الواجهة بهدف توفير الدخول الى أغلب الخواص بضغطة زر، ولكن ينتهي به الأمر بتوفير واجهه مزدحمه تجعل الريموت يبدو معقداً للمستخدم، وقد يحتاج الى ان ينظر اليه لعدة ثوان أول مره (أو كل مره) ليجد الزر الذي يريد، وبالطبع يحمل جميع المشاكل المذكورة في واجهة الشاشة التقليديه.

أما ريموت “أبل” فهو يحوي 7 أزرار فقط (مقابل 37 في الريموت الموجود في الصورة السابقه!):

هناك 4 أزرار للتحكّم (يمين يسار فوق تحت)، زر للاختيار، زر للتشغيل والإيقاف، وزر القائمة (Menu). شكله بسيط وجذّاب وغير معقّد. أغلب الخيارات الأخرى يمكنك الوصول لها عن طريق شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر بالضغط على زر Menu (زر القائمه) أو عن طريق أزرار التحكّم، أو الاثنين (حسب التطبيق الذي تستخدم الريموت معه). حل جميل وبسيط، ولكن لا يطبّقه الا “أبل” وعدد محدود من الشركات أخرى.

احدى تلك الشركات هي شركة بوكسي (Boxee) التي توفّر اجهزه وتطبيقات لتشغيل الوسائط المتعدّده (افلام، صور، صوتيات…الخ). حاولت تلك الشركه تبسيط الريموت بالاضافة الى توفير لوحة مفاتيح في الجهه الخلفية من الريموت:

الفكرة هنا هي اخفاء لوحة المفاتيح عن نظر المستخدم عند استخدامه للريموت، حتى يبدو شكل الريموت بسيطاً بأقل عدد من الأزرار. لم اجرّب ريموت “بوكسي” شخصياً، لكنها فكره مثيره للاهتمام وددت أن أذكرها هنا.

شاشة العمل أثارت حماسي للأزرار اليوم. لا أريد أن استرسل أكثر في هذا الموضوع، فكلما أنتهيت من كتابة فقره قمت بالنظر حولي لأجد جهازاً آخر لأكتب عنه، ويجدر بي أن أتوقف الآن حتى لا أخيف القرّاء الجدد بكثرة فقرات مقال حول “البساطه”!

عموماً أتفق مع نظرة “أبل” في أن كثرة الأزرار في الأجهزة ضرره أكثر من فائدته في كثير من الحالات. انظر الى الاجهزه من حولك وسترى كثير منها يعاني من متلازمة الأزرار (يضع لكثير من خواص الجهاز زر خاص به في الواجهه مع انك قد لا تحتاجه الا نادراً). اتمنى ان يزيد الوعي في قابلية الاستخدام مستقبلاً ونرى انعكاس ذلك على الاجهزة التي نستخدمها يومياً، وتصبح حياتنا أبسط تقنياً.

قد لا تستفيد بشكل مباشر من هذا الموضوع في تطويرك لواجهات مواقع الانترنت، ولكن هناك أفكار جوهريه في هذا الموضوع تشمل جميع الواجهات التي يتعامل معها الناس سواء كانت واجهة جهاز كمبيوتر أو ريموت أو موقع جوّال أو موقع انترنت، فارجو ان تستفيد منها من هذه الناحية.

اذا كانت لديك اضافة او سؤال او تعليق، فارجو ان تشاركني به في التعليقات.

مقالات ذات صلة

اضف رد