فواصل

هل تخطط للثراء؟

هل تريد أن تصبح ثرياً؟

ترى.. هل الإجابة على هذا السؤال بديهية بـ ” نعم ” ؟ أم ” لا “!

مالذي قد يجعل الفرد منا يرغب بالثراء؟ أو يرغب عنه؟

ما هي فوائد الغنى؟ وما هي عيوبه؟

هل هو مطلوب؟ أم غير مندوب؟

لعل أبرز العوامل المؤثرة على نوع خيار الإجابة يعود لطبيعة شخصية الإنسان و احتياجاته و قناعاته

فقناعات الفرد حول المال، تجعله  في مد وجزر عند تعامله معه، لتكون الغلبة لمفهوم “ خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود “، أو “ انفق مافي الجيب، يأتيك ما في الغيب “ وفقاً لشخصية الإنسان واحتياجاته.

والواقع يشهد أن هذه القناعات حول مفهوم الادخار هي العامل الرئيسي وراء كون الإنسان يخطط فعلاً للثراء، أم يوهم نفسه أنه في عداد الأثرياء عبر إغراق نفسه في تفاصيل “ المظهر الثري “ غير عابئ بحقيقة ثراءه ومستقبل هذه الحقيقة.

غير أننا كمسلمين ملتزمين بأمر الله تعالى، لابد أن تكون نظرتنا للثراء من منطلق : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ }، لنكون ممن تعبد الله في الجانب المالي من الحياة.

يقول تعالى: { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }

ويقول صلى الله عليه وسلم : [ المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . وفي كل خير ] صحيح مسلم

وحيث أن الثراء يمنح الإنسان شيئاً من القوة، فإنه متى رُوعي في كسبه رضا الله  عز وجل فإنه يُدخل مكتسبه في زمرة ” المؤمن القوي “..

وحيث أننا بتنا في زمانٍ المال فيه عصب الحياة، فخيارنا كمؤمنين أقوياء لابد وأن يكون ” الثراء “، مع مراعاة توخي الحذر من فتنته!


المشكلة هي أنه في عصور نهضة الأمة الإسلامية، بلغ بالمسلمين الثراء أوجه، مما جعلهم يركنون للدنيا، ففقدوا بذلك مفهوم القوة الحقيقية، لتحل مكانها قوة جوفاء ينخرها أبسط فتنة وأقل تهديد.

وتعلمون كم حكى لنا التاريخ من مآسي حلت بالمسلمين بعد أن كانوا ملوك الأرض! وكل ذلك لأنهم نسوا : { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ } وانشغلوا عنها بنصيبهم من الدنيا، فكانت النتيجة المعروفة وهي: { نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ }.

المال فتنة، يجب أن لا ننسى ذلك : { وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }، وفي الوقت ذاته هو أحد الأسس المادية لقوة الأمة، والتي لن تقوى إلا بقوة أفرادها..

لن أفلسف الموضوع، فالحل ببساطة موجود في الفهم والتطبيق الحقيقي لكامل وصيته سبحانه:

{ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }..

* ألقاكم – بإذن الله – غداً لنواصل سوياً سلسة ” ولمَ لا أصبح ثرياً ؟ “..

مقالات ذات صلة

اضف رد